يقولون: "عندما يسود الحق تسخر الخيل لأعمال المزرعة، وعندما يسود الباطل تسخر الخيل لخوض المعركة". فالخيل واحد من أهم أنواع الثدييات في العالم العربي، وبلغت أهميته العظيمة منذ عصر الجاهلية وكتبوا فيه القصائد ليصفوا جماله وعظمته فالخيل يستخدم في الركوب والكثيرون إلى وقتنا الحاضر يمارسون رياضة ركوب الخيل ويسابقون فيها ويحصدون الجوائز. وكان الخيل يسمى الجواد من الجود، والخيل من الخيلاء أي الإعتزاز والإفتخار وهو رمز للشجاعة.
"وقلتُ لقومي أكرِموا الخيل إنني ** أرى الخيل قد ضَمَّت إلينا الأقاصيا"، وصاحب الخيل صديقٌ له، يهتم به ويرعاه لدرجة أن يصبح الخيل لا يرضى إلا بصاحبه وحتى لو تاه يعود له مجدداً. وعلى هذا فصاحب الخيل يبذل جهداً كبيراً ليكون خيله بصحة وسلامة وقوة، ويحاول أن يمنحه الغذاء الجيد في الوقت الجيد.
تعتمد الخيول في طعامها على النباتات فقط، ويجب أن يحتوي غذاء الخيل على مجموعة من العناصر الغذائية، وهي: الدهون، الكربوهيدرات، الفيتامينات، الدهون، البروتين، والمعادن. فكيف نستطيع توفير هذه العناصر له؟
يحصل الخيل على الكربوهيدرات من خلال الألياف الموجود في الغذاء الرئيسي للخيول وهو التبن والأعشاب الطبيعية، كما يحصل عليها من الحبوب كالذرة والشعير والشوفان التي تزوده بمقدار أكبر من الطاقة اللازمة.
وكذلك البروتين يحصل عليه من بعض أنواع التبن والأعلاف المحتوية على عنصر البروتين، إلا أن زيادته قد تُحدِث مضاعفات لدى الخيل في جهازه التنفسي، فيجب الحرص على تزويده بحاجته منها فقط.
كما ويحصل على الدهون عن طريق أنواع معينة من الأعلاف المحتوية على الزيوت، أو عن طريق إضافة الزيوت إلى الأعلاف والأعشاب الطبيعية.
أما الفيتامينات والمعادن فيمكننا منحها للخيل عن طريق المكملات الغذائية التي نذيبها في الماء كفيتاميني B,C أو في الزيوت فيتامين A,D,E,K، والمعادن كالكالسيوم، والصّوديوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، والكلوريد، التي تعطى منها كمكملات غذائية ومنها تدخل في بعض أنواع الأعلاف.
وعليك أن تراعي بعض الأمور في اختيار أغذية خيلك، فمثلاً احرص على أن يكون التّبن ذو لون أخضر فاتح خالي من الغبار والعفن. والحبوب يجب أن تراعي فيها نظافتها وخلوها من الحشرات الضارّة. كما واحرص على اختيار أنواع الأعلاف التي تكون مخصصة للخيول، فأعلاف الماشية تعتبر ذات سمية للخيل وتشكل خطورة كبيرة عليه لاحتوائها على بعض العقاقير الضارة للخيول.
معدة الخيل صغيرة، بالتالي لا يحتمل دفعة كبيرة من الطعام مرة واحدة وإنما تقريباً يقضي أغلب يومه في المراعي ويتغذى بشكل متقطع على وجبات صغيرة. يمكنك إعطاء الخيل بعض الخضراوات كالجزر والملفوف أو التفاح ولكن بكميات قليلة. وأبعد عنه اللحوم، إذ أنك إذا قدمتها له يمكن أن يأكلها لكنها قد تضره على المدى البعيد كما أن أسنانه وجهازه الهضمي غير مهيأة لذلك.
كمية الطعام التي يحتاجها الخيل يومياً:
نبدأ بالماء، يحتاج الخيل يومياً إلى حوالي 30 إلى 40 لتر من الماء كمتوسط قد تزيد وقد تنقص ويعتمد ذلك على عمر الخيل ووزنه كما تعتمد كمية الطعام أيضاً على ذلك، فالخيل يحتاج إلى ما يعادل 2.5% من وزنه الكلي.
والحصان قد يكون سمين وقد يكون نحيل، بالتالي اختيار كمية الطعام يجب أن يكون اعتماداً على الوزن المرغوب فيه للحصان فمثلاً إذا كان حصانك سميناً ووزنه 600 كيلو غرام وترغب بإنزال وزنه إلى 500 كيلو غرام، فيجب أن تقدم له الطعام بما يعادل 2.5% من وزنه المرغوب وليس من وزنه الفعلي.
وتعتمد كمية الطعام فضلاً عن العمر والوزن، على الجنس وطبيعة النشاط، فكلما زاد نشاط وحركة الخيل زادت حاجته للطعام، كذلك إذا كانت فرس حامل أو مرضع تحتاج منك لعناية أكبر، فحاجتها للطعام تكون أكثر.
وأقول كما قالوا: "أحبوا الخيل واصطبروا عليها ** فإن العز فيها والجمالَ".