ما هي قصة قصيدة دع المساجد للشاعر أبي نواس

1 إجابات
profile/صابرين-محمد-المشوخي
صابرين محمد المشوخي
بكالوريوس في تربية خاصة (٢٠٠٨-٢٠١١)
.
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
أبو نُوَاس أو الحسن بن هانئ الحكمي شاعر عربي، يعد من أشهر شعراء عصر الدولة العباسية وكبار شعراء شعر الثورة التجديدية،قيل أنه كان مشهوراً بالفسقِ والمُجُّون وشرب الخمر حتى لُقِبَّ بِشاعر الخمر. 

"الخمريات" تسمية تُطلق على الأشعار التي تتناول عالم الشراب، بدءا بالخمر وأوصافه، مرورا بأوانيه وأشكاله، ورجوعا إلى مواطنه وكرومه ووصفا لمجالسه، فقد برزت القصائد المخمرية ضمن الأدب العربي لما تتناوله من ذكر مجالس الخمر من الغناء والله والطرب و التغييرات الحاصلة على الأجساد والأنفس وما يتداول بين أصحاب مجالسه من الطرائف والنكات والشعائر والأجواء الخاصة. 

وذلك ما اشتهر به أبي نوّاس فمن اشعاره قوله  :
دع المساجد للعبّاد تسكنها
وطف بنا حول خَمَّار لِيُسقينا
ما قال ربُكَ ويلٌ للذين سَكروا
ولكنه قال ويلٌ للمُصلينَا

فأراد هارون الرشيد ضرب عنقه لأشعاره الماجنة.
فقال : لا يفعل الشعراء جميع ما يقولون ، فقام بالعفو عنه، لم يكن الإمام الشافعي يريد الصلاة عليه بسبب أسعاره لكن عند غسله وُجِدت في ملابسه الأبيات التالية :

يا رب إن عظُمت ذُنُوبي كَثرةً
فقد علمتُ بأن عفوك أعظم"
إن كان لا يرجوك إلا مُحسِنٌ ..
فبمن يلوذُ ويستَجِيرُ المُجرِمُ"
أدعوك ربي كما أمرت تَضرُعاً
فإذا رَدَدتُّ يدي فمن ذَا يَرحمُ"
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرَجَا
وجَميلُ عَطفِكَ ثم إني مُسلِمُ"

وقد بكى الإمام الشافعي بكاءًا شديدا حين قرأها وقام جميع الحضور من المسلمين بالصلاة عليه والدعاء له. 

وهذا يدل على أنه يجب علينا أن لا نستبعد الهداية عن أحد، وأن لا نتسرع في الحكم على الآخرين؛ حيث أن لا نعلم علاقة الفرد بربه حتى وإن كان ظاهره غير محمود؛ فالله وحده القادر على معرفة نوايانا وأفعالنا  ما خفى منها وما ظهر.