القصة كما يرويها الإمام الثعلبي فيقول: أن نوح عليه السلام استشار الله تعالى في صناعة السفينة «قال (نوح) يا رب كيف أتخذ هذا البيت؟ قال: اجعله أزور على ثلاث صور، رأسه كرأس الدّيك وجوفه كجوف الطير وذنبه كذنب الدّيك مائلاً. واجعلها ثلاث طبقات، واجعل طولها ثمانين ذراعاً وعرضها خمسين ذراعاً وطولها في السماء ثلاثين ذراعاً، والذّراع إلى المنكب.
-ويقول ابن سيرين، في كتابه «تفسير الأحلام الكبير»، فيقول:
«إن نوحاً عليه السلام، أدخل الديك والبدرج (طائر أكبر من الدجاج أحمر العينين) السفينة. فلما نضب الماء ولم يأته الإذن من الله تعالى في إخراج من معه من السفينة، سأل البدرجُ نوحاً أن يأذن له في الخروج ليأتيه بخبر الماء، وجعل الديك رهينة عنده. وقيل إن الديك ضمنه فخرج وغدر ولم يعد. فصار الديك مملوكاً. وكان شاطراً طيّاراً فصار أسيراً داجناً، وكان البدرج ألوفاً فصار وحشياً» (iii).
- وهذه القصص هي من الإسرائيليات التي أمرنا أن لا نصدقها ولا نكذبها.
- ويقول الأصمعي: «إن العرب كانت تزعم أن الديك كان ذا جناح يطير به في الجو وأن الغراب كان ذا جناح كجناح الديك لا يطير به وانهما تنادما ليلة في حان يشربان فنفذ شرابهما، فقال الغراب للديك: لو أعرتني جناحك لأتيتك بشراب. فأعاره جناحه فطار ولم يرجع. فزعموا أن الديك إنما يصيح عند الفجر استدعاءً لجناحه من الغراب» (ii).
وهذه من أساطير العرب ليس عليها أي دليل صحيح.
وتعددت أقوال العرب عن الديك ومن هذه الأقوال:
- فقالوا: هو طير من طيور الجنّة يسمّى «ديك العرش».
- وقالوا: أن صوته يطرد الشياطين من البيوت.
- وقالوا: وهو المؤَذِّن المُؤْذِنُ بانبلاج الفجر والدّاعي إلى الصلاة.
-وقالوا: وهو السلطان والعين الصافية، وهو «مدمن خمرة»، وهو السفينة المستعار هيكلها من شكله.
- وقد ورد في الأثر الحديث عن الديك، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رأيت كأن ديكاً نقرني نقرة أو نقرتين أو قال ثلاثة، وقصصتها على أسماء بنت عميس فقالت: يقتلك رجل من العجم المماليك»
- والقرآن الكريم لم يخبرنا بتفاصيل سفينة نوح وما حمل معه فيها إلا ما قصه علينا وهو أن الله تعالى أمره بصنع السفينة وأن يحمل فيها من كل زوجين اثنين، قال الله تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا أحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) سورة هود (40)