يُحكى أن في القرن الثامن عشر بُدء باستقدام الخيول العربية من الجزيرة العربية إلى بريطانيا وذلك من أجل تحسين أجيال الخيول البريطانية، وجودولفين هو أحد أنواع الخيول التي تم استقدامها وهي صغيرة من اليمن عبر مروره من سوريا ومن ثم إلى تونس، حيث قام السلطان في تونس بإهدائه لحاكم فرنسا لويس الخامس عشر وذلك في عام 1730 للميلاد، لكن ما إن لبِثَ هذا الجواد عند مالكه الجديد قليلاً حتى تم بيعه بسبب صُغرِ حجمه إضافة إلى أنه كان يقوم بجرِّ العربات في فرنسا.
وكان المالك الجديد هو شخص بريطانيّ اسمه إدوارد كوك يبلغ من العُمر ست سنوات كان قد اشتراه بمبلغ 3 جُنيهات استرلينية، حيث قام بإرساله إلى مزرعته الخاصة في لونغفورد هول في مدينة ديربيشاير في بريطانيا. بقيَ الجواد جودولفين في تلك المزرعة حتى وفاة صاحبها إدوارد كوك عام 1733 للميلاد عن عُمر بلغ 33 عاماً، حيث أوصى إدوارد بالخيول لشخص يعمل في تجارة الخيول اسمه روجر ويليامز، وكان روجر صاحب مقهى في مدينة لندن اسمه سانت جيمس.
باع روجر ويليامز الجواد العربي جودولفين المعروف حينها ب (شامي) إلى شخص اسمه جودولفين. نشأ الجواد شامي حتّى أصبح حصاناً فحلاً قويّاً يقوم في عملية التّهجين لمدة 22 عاماً، حيث قام مالكه الجديد بتزويجه لأفراسٍ بريطانيَّة عديدة وذلك من أجل تحسين السلالة الجديدة من الأحصنة البريطانية، وتصدّر حينها الفحل شامي قوائم الفحول من حيث الإنجازات لثلاثة أعوام وهم: عام 1738م و1745م و1747م. ونسبة لهذا الإنجاز الذي قام به مالكه الجديد اكتسب الحصان الفحل شامي اسمه الجديد جودولفين أريبيان والذي أصبح يُعرف به إلى اليوم.
لم يُشارك الحصان الفحل جودولفين أريبيان في أي مسابقات للخيول في بريطانيا، إلا أن السلالات الجديدة التي نتجت من عملية التهجين كانت لها سجّلات حافلة ومليئة بالأرقام في مسابقات كلاسيكية بريطانيا، ويُذكر بان أول 76 سباق كلاسيكي كانت الخيول الفائزة تتصل بسلالات الفحل جودولفين أريبيان.
توفِّيَّ الحصان جودولفين أريبيان في منطقة جوج ماجوج بالقُرب من مقاطعة كامبريدج في بريطانيا عام 1753م حيث بلغ من العُمر 29 عاماً، ويُقال بأنَّه كان فحلاً جميل القوام، متناسق الأعضاء، ضخم العراقيب، حَسُنَ التقويس، يملك أرجلاً عريضة مسلوبة اللحم، مرفوع الذيّل على الطّراز العربي الأصيل، كما أنّه ولِدَ في اليمن عام 1724م من نسل اسمه جيلفان.
ونظراً للإنجازات التي قام بها الحصان الفحل العربي جودولفين أريبيان وتخليداً لتاريخه الجميل فلقد تم تسميَّة الاسطبل الرئيسي في سباقات الخيل لعائلة آل مكتوم – حكّام دولة الإمارات العربية المتحدة – باسمه. وهنالك سيرة ذاتية خيالية اسمها ملك الريح تحكي عن الحصان جودولفين أريبيان للمؤلفة الأمريكية مارغريت هنري.