ماذا تعرف عن توارث الصفات الشكلية من الآباء إلى الأبناء؟ هل يمكنك تحديد لون عيني ابنك مثلًا؟
مربع بانيت يمكن أن يفعل ذلك، حيث يُعد أسلوبًا يمكن بواسطته تحديد احتمالات للسمات الوراثية، وذلك عن طريق رموز بسيطة توضع في مربع مقسم لأربع خانات، ومن خلاله يمكن وضع احتمالات تساعد في تحديد الأطوار الجينية للسلالة العائلية، ورغم أن علماء الأحياء يستخدمونه اليوم لتحديد الصفات الوراثية للإنسان، إلا أن التجارب الأولى استخدمت على صنفين، واحد من النبات وآخر من الطيور، فما هي قصة مربع بانيت؟
تجارب مندل
بدأ العالم النمساوي غريغور مندل، المؤسس الحقيقي لعلم الوراثة الحديث، بتجارب على نبات البازلاء الحلوة، حيث أخذ بذورًا نتجت من سلالة نقية متضادة دعاها (جيل الآباء)، وبعد زراعتها ومتابعة أطوارها، وجد أن نباتات الجيل الأول خلت من أفراد قصيرة الساق، وكانت جميعها ذات ساق طويلة، وولتبسيط المثال يمكن النظر إلى الرموز، حيث T: نباتات طويلة الساق، t: نباتات قصيرة الساق.
TT*tt = Tt, Tt, Tt, Tt
ثم قام مندل بتكرار التجربة مستخدمًا بذورًا لسلالة آباء تحمل جينات مختلطة (Tt*Tt)، وبعد دخولها الطور الأخير، نتجت نباتات طويلة الساق وأخرى قصيرة، حيث أن النسبة كانت 3:1، وسميت بأفراد الجيل الثاني، كانت طرزها الجينية على النحو التالي:
Tt*Tt = TT, Tt, Tt, tt
بانيت ومرحلة البناء على التجارب المندلية
وفي ظل قيامه بتجاربه، لم يكسب مندل زخمًا، إلى أن قام عالم الأحياء ريجينالد بانيت، بتبني نظرياته والتوسع فيها لتشمل طائر الدجاج، وبالفعل، نجح بانيت إبان الحرب الكبرى الأولى، بتطبيق نظريته من أجل الإشارة إلى جنس فراخها مبكرًا.
وقد وقع اختياره على الدجاج دون غيرها، لأن الإناث وظيفتها الوحيدة تكون إنتاج البيض، وبالتالي إمكانية التعرف مبكرًا على ذكور الفراخ التي تُفصل عندما يفقس القشر عنها، أي القدرة على استثمار علف الحيوانات المحدود بصورة أكثر كفاءة، وقد تكللت محاولاته بالنجاح من خلال توصله لمعرفة صفات سلالة "كامير"، عن طريق تزاوج "بارد روك" و"جولدن كامبن".
والجدير ذكره أن مربع بانيت لا يمكن بواسطته التحكم بالصفات الوراثية، وإنما تحديد الأطوار الجينية التي قد تنتج عن تزاوج صنفين مختلفين، كما يجب أن نشير إلى أن بانيت لم يكن أول من بنى على أساس التجارب المندلية، بل سبقه علماء آخرون نذكر منهم، كارل كورينس، وإيرك تشيرماك فون سيسنغ، وهوغو دي فريس، الذين اكتشفوا تجارب مندل، حيث أنها لم تكن معروفة سابقًا، إضافة إلى ويليام باتسون الذي ترجم عمل مندل إلى اللغة الإنجليزية.