ما هي قصة إسلام والدة أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هي سلمة بنت صخر وهي امرأة عظيمة من المسلمات الأوائل.
- وقصة إسلامها:
- عند بداية الدعوة كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته يجتمعون بالسر في دار الأرقم خوفًا من أذى قريش، وفي أحد الأيام طلب أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يذهبوا ويصلوا في المسجد الحرام، وأصر في طلبه، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، وكان عددهم وقتئذ تسعة وثلاثون رجلًا، فلما وصلوا مكة التف كفار قريش عليهم وأخذ أبو بكر يخطب فيهم، حتى قرأ قوله تعالى: (أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله)، وهو كان أول خطيب في الإسلام، فجاء عتبة بن ربيعة وضربه ضربًا شديدًا حتى سقط أرضًا.

- بعد أن فقد أبو بكر الصديق وعيه وظن الناس أنه قد مات، حملوه إلى بيته، ولما أفاق سأل عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن حاله، فاغتاظ الكفار من قبيلته وتركوه بعدما كانوا يريدون أخذ الثأر من عتبة، ولما انصرفوا قال أبي قحافة لزوجته أن تصنع طعامًا لأبي بكر يقويه، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: والله لا أذوق طعامًا قط حتى أعلم ما حال رسول الله اذهبي يا أمي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذهبت أمه إلى أم جميل فسألتها ولكنها خافت وقالت: لا علم لي بمحمد ولكن سأذهب معك لأطمئن على أبي بكر.

- بعد أن قدمت أم جميل إلى أبي بكر رضي الله عنه، سألها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فنظرت إلى عيني أمه فقال لها لا عين عليك منها أي لا تخافي، فأخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم بخير، وهو في دار الأرقم مع الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فطلب منها ومن أمه أن يساعداه في الذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ذهب فرح به النبي وصحابته جدًا واستبشروا بقدومه.

- وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هذه أمي بارة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى أن يرحمها من النار، فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلمت رضي الله عنها وأرضاها وتوفيت بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنها بستة أشهر.

- ونستفيد بعضاً من الدروس المستفادة من هذه القصة:
1. حرص الصحابة رضي الله عنهم على أداء الصلاة في المسجد الحرام بالرغم من أذى قريش لهم.
2. تأييد أبي بكر للحق بأي ثمن ودفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

3. صدق صحبة أبي بكر ومحبته للرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث أنه عاد من الموت لكنه عندما استيقظ سأل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهدأ له بال حتى تأكد من سلامته ورآه بعينيه، رضي الله عنه وأرضاه.

4. مسارعة أبي بكر رضي الله عنه في الخير، حيث أنه أحب لأمه أن تسلم وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها.

5. فرح الصحابة بشفاء أبي بكر ورؤيته فرحًا شديدًا، مما يدل على صدق صحبتهم ومحبتهم له رضوان الله عليهم جميعًا.

- ها هي قصة إسلام أم أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعنها، وها هي سيرتهم العطرة وقصصهم في حرصهم على دينهم وعلى نبيهم صلى الله عليه وسلم، ومدافعتهم عنه، وهم الذين وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الفتح: ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) سورة الفتح (29).