ما هي قصة أصحاب البستان في القرآن الكريم وكيف كانت عاقبتهم وكيف أشرحها لطلابي في الروضة وأعطيهم العبر منها؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 قصة أصحاب البستان من القصص المليئة بالعبر، وهي تحذر من أكل حق الفقير ومن الطغيان والفساد والطمع والبخل، وقد وردت في سورة القلم من الآية:
(إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32).

- يفضل أن تبدأ بقراءة هذه الآيات للأطفال ثم تروي لهم القصة، وهي بكل وضوح:

- كان هناك رجل صالح لديه بستان كبير به من النعم والثمر الكثير، مليء بالأشجار والنباتات والفاكهة الشهية، كان هذا الرجل يخشى الله تعالى وعند موسم الحصاد سنويا كان يقسم المحصود من الثمر والخير الكثير ويعطي الفقراء حقهم من الزكاة والصدقة، فيبارك الله له ويزيد في ماله ويرضى عنه، حتى توفي هذا الرجل الصالح وكان له خمسة أبناء ورثوا هذا البستان عن أبيهم، وعندما نما الثمر وأخضر الشجر ورؤوا الخير وافر سولت لهم أنفسهم للطمع ووسوس لهم الشيطان بأن يطغوا على حق الفقير، فقالوا فيما بينهم: غدا نجني المحصول وليبقى لنا حتى نكتفي ونستغني به وفي السنوات القادمة نعطي الفقراء والمساكين، ونووا أن يذهبوا مبكرين قبل اجتماع الفقراء.

- لكن أحد هؤلاء الأبناء الخمسة رفض هذه القسمة الظالمة والتي تغضب الله ونصحهم بأن يفعلوا كما كان أباهم يفعل- أن يعطوا الفقراء حقهم وبنفس الوقت لا يبخلوا على أنفسهم- إلا أنهم طغوا مجددا وزجروه وأوسعوه ضربا حتى عدل عن رأيه مكرها وهو في داخله غير راضٍ، ثم ذهبوا للنوم.

- ولأن الله تعالى يعلم السر والعلن ويعلم النوايا وما تخفي الصدور، فعاقبهم وأرسل على البستان بلاء قلع كل النباتات والثمار فأصبح كأنه أرض قاحلة لا نبات فيها ولا ماء، وهم نائمون في سبات لا يعلمون ما يحدث.

- وفي الصباح عندما ذهبوا لتنفيذ ما خططوا له، وجدوا البستان وقد دمر، والنباتات ماتت، والخير الكثير الوافر انقضى وكأنه لم يكن، فأصبحوا يعضون أصابعهم ندما وحسرة، وهنا قال لهم أوسطهم الذي كان رافضا للأمر من البداية: "قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ" (28)، أي ألم أنصحكم وأقل لكم بأن ما تفعلونه يغضب الله!؟ وأنكم لو سبحتم الله لكانت قلوبكم رقيقة تخشاه، لكنكم استكبرتم فغدت قاسية طاغية مفسدة، فما كان ردهم إلا أن اعترفوا بخطأهم واستغفروا ربهم: قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32).

- فتابوا إلى الله تعالى وأبدوا ندمهم وتوبتهم وأقروا ألا يعودوا إلى ذلك وأن يخشوا الله تعالى في السر والعلن، فقد كان هذا العقاب سبب لتوبتهم ورجوعهم إلى الله تعالى.

- يمكنك أن تسأل الأطفال بعد كل فقرة سؤالا عنها، مثل هذه الأسئلة:

1. كم عدد أبناء الرجل صاحب البستان؟
2. ماذا كان يفعل الرجل الصالح كل عام عندما ينضج الثمر؟
3. هل اتبع الأبناء أباهم في إعطائه للفقراء أم أنهم تصرفوا عكس ذلك؟
4. ماذا كانت ردة فعل الابن الأوسط من قسمة أخوته الظالمة؟ وهل عدل عن رأيه؟
5. ماذا حدث للبستان في نهاية المطاف؟
6. هل تاب الإخوة ورجعوا إلى الله أم استمروا في جحودهم وطغيانهم؟
7. ماذا نستفيد من هذه القصة؟

- ويمكنك أن تطلب منهم إعادة سرد القصة وتكافئ الذي يأتي بها بشيء رمزي، والله ولي التوفيق.