تبدأ فعاليات عيد الأضحى في الجزائر قبل فترة من دخول أيام العيد الفعلية حيث يبدأ انتشار أسواق المواشي، ويبدأ الناس في الإقبال على هذه الأسواق لشراء الأضاحي منها، وهنالك تظهر بعض التقاليد لبعض العوائل الميسورة بحيث تقوم النساء برهن ما لديها من صيغه في البنك للحصول على الأموال لتغطية حاجات الأبناء من لباس وللأضاحي، وهنا نرى تطبيق عملي للمثل الشعبي الجزائري "الحدايد للشدايد" والذي يعني أن الاكسسوارات والمجوهرات صعنت لوقت الحاجة والشدة.
ومن عادات عيد الأضحى إقبال النساء على شراء الأواني والحلل والسكاكين الجديدة، وفي هذه العادة تجديد لأدوات المطبخ كإستعداد ليوم النحر ولاستقباله برطريقة جديدة، وهنالك عادات تتعلق بطلاء الأضحية (الكبش) بالحناء ليلة عيد الأضحى بحيث توضع الحناء على مقدمة الرأس أو على الجسم أو فوق الأرجل، وفي هذه العادة دلالة على الشعور بالسعادة والفرح لاستقبال العيد ووسيلة للتباهي.
وهنالك عادة يقوم بها الشباب الجزائري بقص صوف الخراف بشكل معين للتباهي فيها ولأنها ستكون محط أنظار لمسابقات يقيمونها بين الخراف (مصارعه)، وغالبًا هذه المسابقة تخضع لقوانين كثيرة ولها مراحل عدة تنتهي بفوز واحد من الخراف، وعادة لا يدخل مثل هذه المسابقات إلا الخراف الذي لديهم بنية خاصة فيها القرون الطويلة والقوية، وقد تكون في بعض الأحيان هذه المسابقات مخالفة للشريعة الإسلامية بحيث يتم ربط الفوز والخسارة بالأموال.
وهنالك تقليد يسمى "الوزيعة" في منطقة القبائل الكبرى حيث يقوم أهل القرية بنحر العجول والأبقار كأضحية ليتم تقطيعها وتوزيعها على العوائل المحرومة وذات الدخل المحدود ولمن لم يستطع شراء الأضحية وبالنسبة لطريقة التقطيع فهذا الأمر يعود لمن يقوم بتقطيعها وكما يرغب صاحب الأضحية بذلك فليس هنالك قانون واحد لتقطيع الأضحية.
أما في منطقة "بني ميزاب" في "غرادية" لهم عادات خاصة في عيد الأضحى حيث يقومون بالبحث عن الأشخاص المتازعين ويقومون بفك النزعات بينهم وإقامة الصلح بين المتخاصمين، مما يجعل العيد وقت للفرح والسعادة وليعم الأمن النفسي بين الناس في هذه الأيام.
أما بما يتعلق بعادات إعداد الطعام بما يخص الأطباق الغذائية فيتم اعداد "العصبان" وهو جزء من بطن الخاروف فبعد غسله جيدًا يتم قلبه وحشوة بالكبدة والقلب وقطع اللحم والقليل من "الحمص" مع إضافة التوابل المختلفة التي تُطيب الطعام، كما يقدمون "الملفوف" وهي عبارة عن قطع كبدة ملفوفة بقطع من الشحم (وتأخذ من منطقة البطن ايضا ويقال لها بلهجة أهل بلاد الشام "المناديل") ويتم شويها على الفحم ويقدم إلى جانبها الشاي الأخضر.