قبل أن أبدأ أود لفتك إلى أن هناك خلافاً حول هل ما يسمى بالديناصورات الطائرة هي من فصيلة الديناصورات بالفعل أم أنها حيوانات أخرى لا علاقة لها بالديناصورات؟
فهناك علماء يقولون أن ما يشار إليها على أنها ديناصورات تحت اسم "الديناصورات الطائرة"، هي زواحف طائرة كبيرة الحجم ظهرت في العصر الترياسي حتى نهاية العصر الطباشيري، وتسمى "التيروصورات" ولا علاقة لها بالديناصورات أبداً.
وخلافاً لهذا الفهم، فقد ذكر أن الطيور بشكل عام تعتبر من سلالة الديناصورات، أي أن الطيور هي الديناصورات الحية التي نشهدها. واعتبروا أن مدة حضانة البيض لدى الديناصورات التي انقرضت كان أحد أسباب انقراضها فكانت المدة طويلة وأقرب للزواحف إضافة إلى اصطدام كويكب الأرض الذي أدى لانخفاض مفاجئ في درجات الحرارة، أما الطيور الحية فمدة حضانتها قصيرة وأكثر تكيف مع الظروف المناخية، مما يساعدها على البقاء.
على كل حال، بغض النظر هل هي من الديناصورات أم أنها حيوانات مستقلة، أو هل تعتبر من الزواحف أو من الطيور، فدعنا نتحدث قليلاً عنها. وجد منها على الأرض حوالي 130 نوعاً، وعاشت في مختلف البلاد كالقارة الأمريكية الجنوبية والقارة الأمريكية الشمالية والصين وألمانيا. كانت أغلبها تتغذى على الأسماك والأحياء البحرية المختلفة وذلك من خلال التقاط الفريسة بمنقارها أو بتعبير آخر بفكيها الضيقتين، ومنها ما كان أيضاً يتغذى على الحشرات.
يمتلك هذا الحيوان أجنحة من الجلد عليها غشاء عضلي يمتد من أصابع اليدين إلى الأطراف الخلفية، وكذلك يوجد غشاء يصل بين الكتفين والمعصمين.
لاحظ العلماء من خلال أبحاث أجروها، بأن التيروصورات بعكس الديناصورات من ذوات الدم الحار، بالتالي تستطيع أن تولد الحرارة لأجسامها بالتالي التكيف مع الظروف المناخية المختلفة، وربما كان هذا واحد من الأسباب وراء أنها انقرضت بعد الديناصورات حسب ما ورد عنها.
كانت أعناق التيروصورات طويلة في الغالب، وكان بعضها يحتوي على أكياس عند الحلق تشبه تلك الأكياس التي عند البجع، وذلك لتخزين أكبر عدد من الأسماك المصطادة.
أما بالنسبة لكيف تم التوصل إلى صفاتها، فكأي حيوان منقرض استطاع العلماء التوصل إلى صفاته وأسلوب حياته بالتفصيل من خلال الأحافير التي تُحفظ سواء من البقايا الأصلية للكائن الحي كما حدث غالباً مع التيروصورات التي تعتبر من الفقاريات بالتالي تكون أحفورتها عبارة عن هيكل أو جزء صلب من جسمها لم يحدث له أي تغيير وبقيت محافظة على التركيب الكيميائي لمادتها الأصلية، فتأحفرت واستطاع العلماء دراستها وتحديد صفاتها من خلال ذلك.