لقد كتب الله الموت على عباده فما من إنسان إلا وسيذوق طعم الموت في هذه الحياة قال تعالى{كل نفسٍ ذائقة الموت وإنما توفّون أُجوركم يوم القيامة فمن زُحزحَ عن النار وأُدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور}. صحيح ان الموت قد يأتي فجأة ولكن ساعة حضوره لها علامات كأن يسكت الإنسان الذي يواجه سكرات الموت ولا يقدر على الكلام لما يرى من قدوم الملائكة وقد يرفع بصرهُ وينظر إلى خلقٍ لا نراهم لأنه في تلك اللحظات يُكشف عنه الحجاب فيرى ما يسرُّهُ إن كان مؤمنا وخُتم له بحسن الخاتمة فيبتسم ويستنير وجهه من البشائر الطيبة التي تطالعه او يرى ما يسوؤهُ إن لم يكن من أهل الإيمان وخُتم له بسوء والعياذ بالله فيعبس ويكفهّر وجهه من سوء ما يراه. فنسأل الله اللطف في تلك الساعة وان يختم لنا بالإيمان . إنها ساعة صعبة ساعة الرحيل عن الدنيا والتوجه للقاء الله تعالى وعلى كل مؤمن أن يتهيأ لهذا اللقاء وأن يجعل عمره الأرضي إستعداداً للقاء المحبوب الأبدي السرمدي جل جلاله.