تؤثر معتقدات الشعوب على ثقافتهم كما هو الحال في الصين، حيث يعدّ التنّين الصينيّ "lung" معتقداً بارزاً في طبيعة الحياة الصينيّة وموروثها الثقافيّ.
يرمز التنّين للخير والفضيلة، ويعبّر عن الجمال والقوّة، يتميّز بشكل أفعى لها أربع أرجل، ويخرج النار من فمه الممتلئة بالأنياب، وإن دلّ هذا يدلّ على الرؤية الحادّة وقوّة البنيان الّتي ترتبط بالتراث الصينيّ. كما يوجد عدّة تعبيرات حول الكائن الأسطوريّ "التنّين" مثل "المفاصل الثلاثة" وهي من الرأس إلى الكتف، ومن الكتف إلى الصدر، ومن الصدر إلى الذنب.
أيضاً تعبير "التشابهات التسعة" وهي: تشبيه قرونه بقرون حيوان الأيل "Deer"، ورأسه مثل رأس الجمل "Camel"، وعيناه عيني شيطان "Shaitan"، وعنقه كعنق الافعة "Snake"، وبطنه مثل بطن المحار "Oyster"، وله حراشف تشبه حراشف شبوط "Common carp"، ومخالبه كمخالب النسر "Vulture"، وقدّمه مثل قدم النمر "Leopard"، وأذناه مثل أذني البقرة "Cattle". كما يوجد على رأسه شيء بارز يدعى شيمو "尺 木" حتّى يستطيع الصعود إلى السماء.
وفقاً للمعتقد الصينيّ يطير التنّين في السماء، ولديه القدرة على السباحة في البحار والمحيطات، حيث موطن التنّين الصينيّ في الروايات الأدبيّة. نجد أنّ معظم الفنون الصينيّة تتضمّن في طيّاتها التنّين، واتّخذ شعاراً ورمزاً للممالك المتعاقبة في بلاد الصين.
أينما وقع نظرك تشاهد التنّين الصينيّ، داخل المعابد الدينيّة، وفي القصور الأثريّة، وعلى الملابس التراثيّة. حتّى أنّ هنالك شهر التنّين ضمن السنة الصينيّة، شهر النماء والازدهار مع وجود معتقد أنّ الطفل المولود في تلك السنة ينعم بالصحّة الجيّدة والرفاهية.
في الصين يلقّب صاحب القوّة والنفوذ بالتنّين، ويعتقد أنّ لديه قوّة تحرّك الطبيعة من حولهم؛ فأصبح التنّين شيئاً مقدّساً لدى الصينيّين.