يلجأ بعض الناس إلى الخرافات التي سرعان ما تتحول في وسط المؤمنين بها إلى حقائق!
البحث عن عش الخفاش شائعة انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل ملفت، وتقول الشائعة بأنه يتم البحث عنه بهدف العثور على مواد كيميائية تستخلص منه يقولون أنها الزئبق الأحمر وأنه يستخدم في علاج الأمراض كالجلطات الدماغية وأمراض الدم، ومنهم من قالوا أنه يستخدم في الدجل والسحر وفتح المقابر الأثرية.
في حقيقة الأمر لا يوجد زئبق أحمر ولا غيره، كل ما في الأمر أن أنثى الخفاش أثناء الولادة ينتج منها إفرازات وفضلات ودم الحيض تضعها في هذا العش، بالتالي لا حقيقة لوجود أشياء ذات قيمة مادية أو معنوية داخل العش الذي يكثر البحث عنه، وكل هذه الخرافات لا وجود لحقائق علمية صريحة عليها.
يباع عش الخفاش بمبالغ طائلة تصل من 100 ألف دولار إلى مليون وأكثر، وهناك عروض منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات فيسبوكية تحت هذا الاسم، وللأسف أصبح هذا الأمر عبارة عن وهم يسيطر على شبابنا الباحثين وراء الثراء دون كد وتعب!
يقال أن ارتفاع سعره يعود للصعوبات التي يمر بها الشخص قبل استخراجه والأذى الذي يتعرض له، حيث يتم العثور عليه في الأماكن المظلمة بالجبال والمغارات. إضافة إلى كونه محرماً من جانب الإنتربول لأنه مهدد بالانقراض.
وأنا هنا أشبهها بالمبالغ التي تُدفع للسحرة والدجالين، فالناس الذين يصدقون ويؤمنون بالدجالين والمشعوذة يسعون لتأمين المبالغ التي يطلبونها منهم حتى لو كانت حالتهم المادية متدنية وقد يضطرون للسرقة أو لبيع ممتلكاتهم في سبيل تأمينهم للمبلغ الذي يطلبه الدجال لإيمانهم أنه قادر على مساعدتهم وأنهم سيحصلون على العلاج منه، وكذلك الأمر بالنسبة لعش الخفاش، فإذا كانت الناس تؤمن بمفعوله في الشفاء من الأمراض أو السحر فإنها ستدفع الذي فوقها والذي تحتها من أجل تأمينه!
ماذا يفعل الطرف الآخر من الأشخاص؟ يبحثون عنه محاولين قطفه ويعرضونه بأموال طائلة ويستغلون إيمان وتصديق الناس بمفعوله، فيبيعونهم إياه ليحصلوا هم على الثراء السريع غير مهتمين بما سيحل بأولئك.
لذلك يا عزيزي لا إجابة لدي عن طريقة قطفه، ربما عليك أن تسأل الذين جربوا، وحتى هم يقولون عليك أن تعرف كيف تقطفه لأن ليست كل الطرق صحيحة وربما طريقة قطفه تفقده قيمته ومفعوله، ويضعون لك شروطاً تعجيزية وهذا (في نظري) إن دل على شيء فدل على الكذب والدجل والخرافة.
ولا قيمة لشيء ضخمته الشائعات وهو في الأصل عدم!