تبدأ حيّاة النحل بعد شراءنا لخلّيّة النحل الجديدة وغالباً ما يكون ذلك في فصل الربيع، وتكون الخلية مكوّنة من سبعة إطّارات مغطّاه بالنحل. وتبقى على ما هي عليه حتّى حلول فصل الخريف، حيث يقوم النحال المجتهد بالاعتناء بخلّيته وتقويتها حتّى تنمو. ومن أشكال الاعتناء بالنحلّ هو توفير التغذية السكّريّة بالمحلول السكّريّ المركّز، وذلك لأنه من الأغذية الّتي تعطي للنحل في أوقات معينة كعدم وجود الأزهار في الطبيعة أو نفّاذ الرحيق من الأزهار.
وللمحلول السكّريّ أثر إيجابيّ كبير على نشاط خلّية النحل، ومن هنا كان من الضروريّ تحضير المحلول السكّريّ، ففي فصل الخريف المتّصف بالجفاف بالنسبة للأزهار وحلول فصل الشتاء يكون المحلول السكّريّ لترّ واحد من الماء مقابل واحد كيلوغرام من السكّر العاديّ، ويستطيع النحال أن يزيد من هذه الكمّية إذا رغب. ثمّ نقوم بغليّ الماء النقيّ على درجة حرارة مناسبة حتّى يغلي الماء وتزول كل الشوائب والبكتيريا الموجودة في الماء، وهذا يصبّ في الحفاظ على صحّة النحل وعدم تعرّيضها للخطر، ثمّ نزيل الماء عن النار بعد أن يغلي. ثمّ نتركه قليلاً ونبدأ بعدها بسّكبّ السكّر على مراحل داخل الماء مع الاستمرار في التحريك.
يكون الاستمرار في التحريك لضمان عدم تشكّل كريّات من السكّر أو تصلّب السكّر بفعل الحرارة في المياه. ثمّ نحضر حبّة ليمون أو حبّتين ونقوم بعصره على مزيج الماء والسكّر، ونستمرّ في تحريك المزيج حتّى نتأكد من ذوبانه، يمكننا إضافة بعض الأعشاب الّتي تعود بالنفع على النحل والمضادّة للأمراض مثل إكليل الجبل، الشيح أو الزعتر، فكلّها أعشاب مفيدة للنحل وتقوي مناعته، ولكن بصورة أساسية فان المحلول السكّريّ عبارة عن ماء وسكّر وليمون. وبعد أن نخلط المزيج جيّداً ونتركه حتّى يبرد، بعد ذلك توضع داخل أكياس من البلاستيك أو نقوم بشراء إناءه الخاصّ به والّذي يباع في متاجر بيع أدّوات النحل.
تسمّى الأوعية الّتي يقدّم بها المحلول السكّريّ بوعاء التغذية، ويتمّ تقديمه بنفس الوقت، وقد لوحظ أن الوقت المناسب لتقديم هذا المحلول هو وقت المساء قبل المغرب وذلك حتّى نحمي الخلايا من النحل السارق الّذي يستعمله كتغذّية. ويتمّ برمجة تقديم المحلول السكّريّ كلّ يومين مرّة واحدة مع إبقاء الخلايا تحت المراقبة وملاحظة ما إذا كان النحل يتغذّى على المحلول السكّريّ أم لا.
يتمّ تقدير الكمّية المناسبة من المحلول السكّريّ حسب قوّة الخليّة، ففي فصل الشتاء المعتدل الطول تستهلك خلايا النحل القويّة من (20 إلى 30) كيلوغرام من العسل، أمّا في فصل الشتاء الطويل المدّة والبارد الحرارة تصل إلى (40) كيلوجرام تقريباً. تعمل تغذّية النحل بالمحلول السكّريّ على جعل خلايا النحل متوازنة الكثافة النحلية وتقوّيها، ولكي نحصل على النتيجة المرجوّة يجب مراعاة تغذّية النحل على نحو مستمر عن طريق المحلول السكّريّ في فصل الخريف، وبعد أن نجني العسل في بداية شهر 8 وحتّى نهاية شهر 11, وهو يستخدم للخلايا الضعيفة الّتي يصعب علينا جنيّ العسل منها.
ملاحظات:
- يتمّ استعمال الليمون كمضادّ حيويّ أو دواء للنحل، ويقوم بحماية النحل أيضاً من الإصابة بالعديد من الأمراض المتنقّلة، أو الّتي قد تصاب بها نتيجة التغذّية لذلك نلاحظ إقبال النحل عليها بصورة مستمرة وكثافة، كما ويستخدم الليمون أيضاً كمحفّز للمملكة على وضع البيض بلا انقطاع، ويساعد على منع تخمّر المحلول ومنه يستطيع البقاء لمدّة أطول.
- يجب مراعاة عدم غلي السكّر بل يجب إضافة الماء المغليّ للسكّر، لأنه يلحق الضرر بالنحل ويسبّب الإسهال والأمراض المعدية له
- يراعى عدم تقديم المحلول السكّريّ في أواخر فصل الشتاء، حيث يكون النحل حينئذ مقبل على إنتاج العسل، حتّى لا يكون العسل مغشوش
- تجنّباً لحدوث السرقة تتمّ عملية التغذّية دائماً في فترة المساء
- لتجنّب الأمراض الّتي تصيب النحل كالنوزيما يجب عدم وضع أي موادّ عضوية في المحلول السكّريّ
- يستخدم النحل المحلول السكّريّ كتغذّية مناسبة فلها الكثير من الفوائد الإيجابيّة خاصّة في فصل الخريف والشتاء، حيث تتغذّى عليه المملّكة ومنه تضع البيض بشكل مستمرّ، وبناءً عليه سوف يتزايد أعداد النحل داخل الخلية ومنه سنتخلّص من مشكّلة البرد في فصل الشتاء