ما هي صفة طعام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وماذا قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن كثرة الأكل؟

كان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه زاهدا في الدنيا حاملا نفسه على شظف العيش راضيا من متاعها بالقليل الذي يبلغه فيها مبلغه ، لم يتوسع في مباحاتها ولا ملاذها مع قدرته على ذلك ولكنه كان ذا بصيرة وعلم وفهم فاقتدى بالنبي عليه الصلاة والسلام وأبي بكر وعمر وغيرهما من خيار الصحابة في زهدهم في الدنيا وقناعتهم فيها بالقليل ، وإن لم يكن عندنا أثر خاص في صفة طعامه رضي الله عنه إلا أن زهده وورعه أشهر من أن يذكر 
وقد روي في ذلك ما قاله ضرار بن ضمرة أحد التابعين الملازمين لعلي رضي الله عنه  في حضرة معاوية رضي الله عنه وقد سأله عن علي رضي الله عنه فقال ضرار  " واشهد بالله يامعاوية لقد رأيت علياً في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغابت نجومه قابض على لحيته يتململ تململ السليل ويبكي بكاء الحزين وهو يقول اليك عني يادنيا فلقد طلقتك ثلاثاً لارجعت لي فيك فعمرك قصير وعيشك حقير وخطرك كبير، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق ".

 وقد روي في مصادر الشيعة كنهج البلاغة وغيرها من المصادر بعض الآثار عن علي في ذلك الله أعلم بصحتها ، منها :
1. عن سويد بن غفلة، قال: «دخلت على عليّ بن أبي طالب القصر فوجدته جالساً وبين يديه صحفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدّة حموضته، وفي يديه رغيف أرى آثار قشار الشّعير في وجهه وهو يكسره بيده احياناً، فإذا أعيا عليه كسره بركبتيه وطرحه في اللّبن فقال: ادن فأصب من طعامنا هذا، فقلت: انّي صائم، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقّاً على الله أن يطعمه من طعام الجنّة ويسقيه من شرابها. قال: فقلت لجاريته ـ وهي قائمة بقرب منه ـ ويحك يا فضّة ألا تتقّين الله في هذا الشيخ؟ ألا تنخلون له طعاماً ممّا أرى فيه من النّخالة، فقالت: لقد تقدّم الينا ألا ننخل له طعاماً، قال لي: ما قلت لها؟ فأخبرته فقال: بأبي وأمي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البّر ثلاثة أيّام حتّى قبضه الله عزّوجل» (نهج البلاغة).

2.وروى عن عديّ بن ثابت، قال: «أتي علي بن أبي طالب بفالوذج فأبى أن يأكل منه، وقال: شيء لم يأكل منه رسول الله لا أحب أن آكل منه»(المناقب).

3. روى الشبلنجي: «اشترى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب تمراً بدرهم فحمله في ردائه فسأله بعض اصحابه حمله عنه، فقال: أبو العيال أحق بحمله»( نور الأبصار).

4. وروى أحمد عن عبدالله بن زرير، انه قال: «دخلت على علي بن أبي طالب يوم الأضحى فقرب الينا خزيرة فقلت: أصلحك الله لو قربت إلينا من هذا البط يعني الوز، فان الله عزّوجل قد أكثر الخير فقال: يا ابن زرير، اني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: لا يحمل للخليفة من مال الله الاّ قصعتان، قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس» (مسند أحمد ، مجمع الزوائد، تاريخ دمشق ابن عساكر)

5. وروى سبط ابن الجوزي باسناده عن ابن عباس: «أقام أميرالمؤمنين بالكوفة مدة خمس سنين لم يأكل من طعامهم وما كان يأكل الاّ من شيء يأتيه من المدينة قال: وقدم اليه فالوذة فلم يأكله فقلت: أحرامٌ هو؟ قال: لا ولكني اكره أن اعوّد نفسي ما لم تعتد وما أكل منه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم أنشد:
جسمك بالحمية أقنيته *** من ضرر البارد والحار» ( تذكرة الخواص )

ومن أقواله التي يرويها الشيعة في مصادرهم عن كثرة الطعام ومضاره : 

- عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (علي) للحسن : «ألا أعلّمك أربع خصال تستغني بها عن الطّبّ» فقال: «بلى» قال: «لا تجلس على الطّعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطّعام إلا وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، وإذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطّب»( من كتاب الخصال ).
- وعن الإمام علي بن ابي طالب  : (كثرة الأكل و النوم ، يفسدان النفس ، و يجلبان المضرة ) ، [ مستدرك الوسائل].
- وعن الإمام علي بن ابي طالب : ( من كثر أكله، قلت صحته ، و ثقلت على نفسه مؤنته ) ، [مستدرك الوسائل].


المصادر :
- موقع الميلاني
http://www.al-milani.com/library/lib-pg.php?booid=20&mid=265&pgid=2632
- موقع الشيرازي (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/adab_teb/chapters/08.htm#_ftn22)