من وجهة نظري كوني طالِبًة لُغة إنجليزية في كُليّة اللّغات أرى أن فِكرة الابتعاث مِن أهم الأفكار وأكثَرِها فائدة، فَمُمارسة اللّغة مَع أهل اللّغة الأصليين هو مِن أفضل ما يُقدّم لِمتعلّمي أي لُغة.
للتقديم لأي بِعثة يُشترط إما اجتياز الأيلتس أو التوفل بِعلامة مُحددة حسب الجامعة المقدم لها، وتجهيز بَعض الأوراق وجَواز السّفر والتّأشيرة وصُور شَخصية وبالنّهاية حَقيبة السّفر.
عند الوصول إلى الدّولة المُبتعث لها، سَتواجه بَعض الصّعوبات بالبداية، مثل:
- نوعية الأكل (خُصوصاً للمُسلمين الذين يَبحثون عن أكل حَلال).
- السّكن لاسيما أنه سيكون مَع طلاب من دول مُختلفة.
- التّوقيت.
- المُواصلات. في البداية عليك أن تجرب الانتقال مِن مَكان إلى آخر، بَعد فَترة مِن الزّمن سَتبدأ بالتّأقلم والانسجام مَع الحَياة الجَديدة.
ساعدتني تجربتي في الابتعاث على تعلم عدة أمور، منها:
- تعلّم اللّغة الانجليزية، لأنّني كُنت مُضطرّة إلى استخدام اللّغة الانجليزية كُل الوقت حتى مَع الطلّاب المُبتعثين مِن ألمانيا وفرنسا وغيرها.
- إجبار نَفسي على تَوصيل أفكاري واستفساراتي وقَضاء حاجاتي الأساسية من الشّراء وغَيرها باللّغة الانجليزية وعلى تَوظيف كَثير مِن المُفردات التّي تَعلّمتها بالجامعة ولم استخدمها كثيراً.
- تَعلّمت وطبّقت كثير من التّعبيرات اللّغوية المُستخدمة بِكثرة.
- طَريقة اللّفظ الصّحيحة لكثير من الكَلمات، الاختصارات اللّغوية، كيف أُتّم عملية الشّراء بِنجاح والاعتذار وتَأجيل المَواعيد وغيرها من الأمور المُهمة في حياتنا اليَومية.
- تَعلّم ثَقافة الدّولة التي تَرغب بِتعلّم لُغتها. في أثناء فَترة ابتعاثي، تَعلّمت الكثير عن ثقافة النّاس في الدّولة، مِمّا ساعدني على تَجنب الكثير من الكَلمات التي قد تُؤدي إلى سوء الفِهم وكذلك بعض التّعبيرات الجَسدية المُستخدمة في بلدي الأردن تفسّر بطريقة أخرى عندهم.
مِثال على الاختِلافات بَين الّثقافات مِن حَيث الاستخدام اللّغوي:
في الأردن عِند مَدح أي شَخص نُبالغ في ذلك كَأن نَقول لفتاة عند شرائها فُستان جَديد "بِجنن ما شفت أحلى منه" أو "بِسطّل كتير لابقلك القالب غالب"، بَينما في الثّقافة البِريطانية والأمريكية يَقولون فقط “what a nice dress”، وغيرها من الأمثلة.