ما هي الهيئة التي يأتي عليها أهل الصلاة يوم القيامة والتي تميزهم عن غيرهم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٠ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يأتون بياض الوجوه - وخاصة الجبهة التي كانوا يسجدون عليها، ويعرفون كذلك ببياض الساق واليدين- وسبب ذلك هو الوضوء الذي هو شرط أساسي للصلاة ولا تصح الصلاة إلا به.
- وهناك نصوص كثيرة تبيّن وصف وحال المصلين في الدنيا كيف يكون يوم القيامة ومن هذه النصوص الشرعية:

أولاً: قال الله تعالى في وصف المصلين يوم القيامة: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) [سورة الفتح: 29]
ثانياً: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ"صحيح البخاري- فالله تعالى قد ميز هذه الأمة (أمة محمد صلى الله عليه وسلم) بميزة خاصة يوم القيامة عن غيرهم من الأمم، وبها يَعرِفُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتْباعَه يَومَ القِيامةِ، كعَلاماتِ الإيمانِ والإسلامِ، ومِثلِ أثَرِ الوُضوءِ الذي يكونُ نُورًا ظاهرًا على أعضاءِ الوُضوءِ.

- وفي هذا الحديث بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة الذين آمنوا بالله تعالى واستجابوا لأوامره وأتبعوه الرسول صلى الله عليه وسلم وطبقوا سنته في حياتهم- حيث يأتون يوم القيامة بعلامة في وجوههم وأيدهم وأرجلهم تميزهم عن باقي وسائر الأمم، وهذه العلامة هي النور التي يتركه أثر الوضوء في الوجْهِ والسَّاقِ واليَدينِ يكونُ بَياضًا ونُورًا يومَ القِيامةِ

- والغرة: بياض في الجبهة.
والتحجيل: بياض في اليدين والساق.

- ولذلك أوْصى أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه بإطالةِ الغُرَّةِ، فقال: «فمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ، فلْيَفعَلْ»، ولْيُطِلِ الغُرَّةَ والتَّحجيلَ، واقتَصَرَ على ذِكرِ الغُرَّةِ لدَلالتِها على الأُخرى. وقيل: اقتَصَرَ على ذِكرِ الغُرَّةِ دونَ التَّحجيلِ؛ لأنَّ مَحلَّ الغُرَّةِ أشرَفُ أعضاءِ الوُضوءِ، وأوَّلُ ما يقَعُ عليه النَّظرُ مِن الإنسانِ، على أنَّ في رِوايةِ مُسلمٍ ذِكرَ الأمْرينِ، ولَفظُه: «فلْيُطِلْ غُرَّتَه وتَحجيلَه».

ثالثاً: وقد ثبت أن الصلاة هي أول ما يحاسب عليها المؤمن يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر" رواه الترمذي وغيره.

رابعاً: وأهل الصلاة والذين كانوا يمشون إليها في الظلام وخاصة صلاتي العشاء والفجر يبشرون بالنور التام يوم القيامة، ففي الحديث الصحيح (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]

- والمشَّاؤونَ همُ الَّذينَ يُكثِرونَ المَشْيَ والسَّعْيَ، "في الظُّلَمِ إلى المَساجِدِ" سواءً في أوَّلِ اللَّيلِ لِصَلاةِ العِشاءِ أو في آخِرِهِ لِصَلاةِ الفَجْرِ في جَماعةٍ، فبشَّرَهم النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "بالنُّورِ التَّامِّ يَومَ القيامةِ" حيث يكونُ جزاؤُهُ يَومَ القيامةِ نورًا دائِمًا حيث يموجُ النَّاسُ في الظُّلُماتِ.
-وقيل: وفي وَصفِ النُّورِ بالتَّامِّ، وتَقْييدِهِ بيَومِ القِيامةِ: تَلْميحٌ إلى وَجهِ المُؤمِنِ يومَ القِيامةِ في قَولِهِ تَعالى: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة التحريم: 8]، وإلى وَجهِ المُنافِقينَ في قَولِهِ تَعالى: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [سورة الحديد: 13].

خامساً: وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا بُرْهَانٌ وَلَا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ" أخرجه أحمد والدارمي وغيرهم.

سادساً: وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ، مَعَ إِيمَانٍ، دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ؛ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ) أخرجه أبو داود