يتمكّن الشّبل الذّكر من الزئير عندما يكمل عامه الأول تقريباً، أما الأنثى فتحتاج لعدة شهور إضافية لتتمكّن من ذلك، وبشكل عام فإن زئير الأسد يتميز بارتفاعه وإمكانية سماعه من على بعد يزيد عن 5 أميال، أي ما يعادل حوالي 8 كيلو مترات.
تعود قوة صوت الأسد إلى عدة أسباب، منها:
· شكل الحبال الصوتية، فالأسد خلافاً لمعظم الحيوانات الأخرى التي تمتلك حبالاً صوتية مثلثة، إلا أنه يمتلك حبالاً صوتية مربعة ومسطحة، وهذا يسمح له بالاستجابة بصورة أسرع وأسهل للهواء وبجهد أقل مما ينتج عنه قوة في صوته.
· الحنجرة والجهاز اللامي، فأثناء نطق الأسد، تنقبض العضلات التي تمتد من الحنجرة إلى موضع بالقرب من قاعدة القفص الصدري. وبفضل الرباط الذي يمتلكه الجهاز اللامي والممتد حتى طول 22 سم، يتم سحب الحنجرة حرة الحركة إلى أسفل القصبة الهوائية باتجاه الرئتين، فتنزلق الحنجرة ذهابًا وإيابًا أثناء النطق، مما يؤدي إلى إطالة الممر البلعومي (المسافة من الفم إلى الحنجرة) والسماح للصوت بالرنين والوصول إلى نغمات أعمق.
· الطيات الصوتية، حيث توجد في الحنجرة طيات صوتية تنتج البنية اللازمة لمد الرباط إلى الطول الذي يخلق تأثير الزئير، وتتميز هذه الطيات بكتلة كبيرة وبالتالي منخفضة التردد، وعند الاهتزاز يكون لها طاقة صوتية عالية.
· كما وضحت دراسة تقول إن الأصوات تختلف باختلاف البيئات التي تعيش فيها الحيوانات، فالبيحيوانات التي تعيش في بيئات ذات نباتات كثيفة كالنمور، تكون طبقاتها الصوتية منخفضة، فالطبقات الصوتية العالية تضيع وتتكسر بين النباتات، أما الأسود رغم أنها تعيش في البيئات المفتوحة والسهول والأراضي التي تكسوها الحشائش والأشجار القصيرة، وغابات السافانا، والمرتفعات الصخرية الوعرة، إلا أن صوته عميق وقوي ما يدل على امتلاك الأسود بطبيعتها لطبقات صوتية منخفضة.
فضلاً عن قوة زئير الأسد الذي يسمع عن بعد أميال، فالأسد أيضاً يتمتع بحاسة سمع قوية، وسمعه الحساس هذا يمكّنه من مطاردة فريسته حتى لو حجبتها النباتات، وذلك بمساعدة أذنيه اللتان تدوران مع الاتجاه الذي يأتي منه الصوت، ويمكنهم ذلك من على بعد يصل إلى ميل.
لماذا تزأر الأسود؟
يزأر الأسد للدفاع عن أسرته ولحماية قطيعه مما يسهم في تقوية العلاقات بين أفراد القطيع، كما تزأر الأسود لبعضها عندما يحدث بينها صراع على امتلاك الأراضي، وبهذا تعمل على تحديد مناطق نفوذها.
أما أنثى الأسد فتزأر حتى تجذب الذكر للتزاوج، وأيضاً لتحمي أشبالها وتطارد فرائسها، وتتميز الأنثى بالذكاء العالي وسرعة الحركة الناجمة عن الوزن الأثل نسبيا مقارنة مع الذكور.
على وجه العموم تتمتع حياة الأسود بنمط عائلي وحياة اجتماعية متوافقة، فالأسد يقدر الشريك، ويكون لكل منهم مهام يقوم بها على أكمل وجه وتعتبر أسرة الأسود من أكثر الأسر المتوافقة وبينها احترام متبادل التي يمكن أن يشهدها عالم الحيوان.