ليس هناك ما يمنعني من فعل ما أريد، لست ممن يجدون أن هناك عائقا أمام رغباتي . فأنا بطبيعتي ابحث عن سعادتي أينما وجدت . قد يختلف معي الكثيرين ، أمي على سبيل المثال تعاتبني و تطلب مني أن أنضج وأن أتصرف كأي سيدة في عمري، ولكن بلا جدوى .
بعد أن بلغت الأربعين قبل بضعة شهور ، فكرت في أن أذهب مع أطفالي إلى حديقة في منطقتي، ليتسلوا باللعب في الرمل الوسخ و على المراجيح الصدئة ، كما تفعل الامهات من ذوي الدخل المحدود، فهي حديقة عامة مليئة بالعائلات ، يحضرون معهم أولادهم و بناتهم وبعض الاطعمة الخفيفة ، ليلعب ابناءهم بما هو مجاني و متاح للعامة، وكان لا بد لي من التأرجح . فلم أقاوم رغبتي في اللعب والضحك مثلا؟ خوفا من كلام الناس الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟ لا يهمني على الإطلاق ، فأنا استحق السعادة ولا تهمني النظرات ولا كلام العتاب البائس.
في بعض الاحيان ارتدي الفساتين القصيرة و الكعب العالي وفي مرات اخرى البس الجينز مع السترة الفضفاضة. أتتناول الحلويات والمصاص و اتلذذ بالشوكولاته، اذهب لزيارة الجامعة مشيا على الأقدام مثل الطالبات تماما رغم امتلاكي لسيارة متواضعة، احتفل في بيتي بسماع موسيقى المهرجانات و أم كلثوم ، على حسب المزاج. اشاهد الكرتون وافلام الرعب، ليس هناك مانع.. أليس كذلك؟
البارحة وجدت ابني يرسم على الحائط ، ولم اوبخه، فأنا اعرف انا هذا أمر يسعده ، فأكملت الرسم معه وأنتجنا جدارية مخزية في غرفة نومه، ندهنها لاحقا .
لا أجد مانعا في التعرف على أناس جدد، واستمتع بالرفقة الجميلة، اضحك بصوت عالي وامارس هواياتي واتابع كل ما هو جديد. لا اخجل من نفسي ،ولا هدف اي الحفاظ على برستيجي ، قد نلتقي في مطعم باهظ الثمن، وقد تجدني في رأس العين اشتري ثيابا مستعملة.
لا اعتقد ان هناك ما يمنع اي شخص من فعل ما يريده، انت تعيش حياتك مرة واحدة فقط، فإن عشت سبعين او ستين او خمسين عاما، فعليك ان تستمتع بها وتقوم بما تمليه عليه نفسك طالما انك لا تضيق على غيرك ولا تؤذي الآخرين .
هذا انا .. وهكذا أربي اولادي، وبهذه الطريقة سأعيش الى ان يشاء الله.
26 مشاهدة
