ما هي القصص التي تعرفونها من تجارب شخصية في محطيكم عن زوال المال الحرام

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
٢٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هنالك بعض القصص التي لا يمكن للمرء أن ينساها خاصة عندما تكون ذات أثر كبير على النفس وعلى الشخص. فكثيرًا ما سمعت عن قصص لزوال المال الحرام وما يؤل إليه صاحبها لكن ما حدث مع أحد معارفنا كان إثبات وبالدليل القاطع أن المال الحرام لا يدوم والإنسان يأخذ عقابه فيه في الدنيا قبل الآخرة لأنه فيه ظلم كبير للناس

  • تتعلق هذه القصة بميراث لأخوين اثنين ذكر وأنثى لا يوجد غيرهم، فبعد وفاة الأب قرر الأخ الذكر عدم إعطاء أخته نصيبها من الميراث الشرعي بحجة أن أباه ملكة جميع ما لديه من أموال وعقارات، وحتى يرمي عن كاهليه ذنب هذه الأخت وحسب قوله قدم لها مبلغ مالي بسيط عوضا عن حصتها الحقيقية في الميراث، ومع الوقت استثمر الأخ الأموال وبطريقة غير مشروعة حسب ما يقال وما سمعت، وكبرت وزادت ثروته المالية إلى أن أصبح من أصحاب الأموال وفاحش الثراء، وفي المقابل كانت تعاني أخته الأمرّين نتيجة ظروف الحياة الصعبة التي تمر ومرت بها، إلى أن جاء يوم ليجد فيه هذا الشخص نفسه في ضائقة مالية تسببت له بالإفلاس ورفع قضايا من قبل عدد كبير من الأشخاص، وبعد فترة وجيزة أصيب هذا الشخص بمرض عضال عانى بسببه لمدة سنتين وكان غير قادر على التحرك والأكل والشرب إلى أن وافته المنية.
هذه القصة البسيطة تختصر الكثير من المعاني فغير أن المال الحرام لا يدوم إلا أن المال أيضا الذي حارب من أجله في يوم من الأيام وأخذت بغير وجهة حق وإن توفر لديه كان لن يخرجه من ضائقة المرض فالمال ومهما كان أثره كبير إلا أنه لا يشتري صحة الإنسان ولا بأي شكل من الأشكال، وكان في الدنيا عقاب الجسد له، أرى أن المرض له حكمة في هذه الحال تحديدًا فالله سبحانه وتعالى وكأنما يوجه رسالة لهذا الإنسان الذي تجبر وتكبر من قبل، فكما كانت الأخت غير قادرة على فعل أي شيء أمام أخاها لتجبره فهو الآن يقف أمام المرض لا يملك حول ولا قوة.وهنا أدعو لكم ولنفسي بأن يجنبنا الله الظلم وأكل المال الحرام وأن يغنينا بفضله وحلاله عن حرامه.

  • وفي قصة أخرى تعود لامرأة فضل الله عليه بالكثير من المال والرزق إلى أن أصبحت من الأشخاص الذين يخافون من إنفاق القرش بحق نفسها وأهل بيتها، وأصبحت تستغل الناس للقيام بالأعمال مقابل أجر لا يقارن بالمجهود المبذول، فتأكل حقهم بالمال حرامًا أو استحيائًا، وكما نعلم في القاعدة الفقهية ما أخذ بالحياء فهو حرام أيضًا مثله مثل المال الحرام. ففي أحد الأيام كانت هذه المرأة قد طلبت من أحد عمال النظافة أن يقوم بتنظيف المنطقة المحيطة بمنزلها وبعد الانتهاء من عمله قدمت له بعض حبات السكاكر لأبنائه واكتفت بهذا القدر، ليجد عامل النظافة نفسه مظلوم ومأكول حقه، وكذلك الأمر كان يحصل مع غيره من العمال إلى أن وصلت ليوم من الأيام لتجد ما تمتلك من أراضي وعقارات يذهب بلمح البصر من قبل أشخاص احتلوا عليها، فهي بما أكلته من أجر على عامل النظافة وغيره من العمال فقدت ما تكتنزن من المال الذي يكبر من قبل الكسب الغير مشروع والكسب الحرام.

  • ومن القصص أيضًا التي يمكن أن أشاركها معكم ما حدث مع أحد أقاربي حيث تكبد بالقروض والفوائد ودخل في الأمور الربوية بطريقة مؤذية، إلى أن وجد نفسه يعاني المشكلات الصحية والنفسية فالمال الربوي هو مال حرام لا يمكن أن يلحق لصاحية إلا التعاسة والقهر والمرض، وما كان يقوى على سد قرض ما إلا ليجد نفسه في مشكلة وضائقة مالية جديدة، فلم يكن المال ذو بركة ولا يحقق له الغاية سوى أنه يتكبد المزيد من الإثم، إلى أن استعان بأحد أصحاب الأموال الأتقياء والذين يقرضون القروض الحسنة وعاد بمساعدته لطريق الصواب وحاول أن يسدد ما عليه من الأموال ويخرج بدل الفوائد صدقات للناس ليكفر ذنب المال الحرام الذي أتاه، ومن وقتها إلى اليوم وهو ينعم بالراحة والبركة في ماله وصحته وعائلة.