عندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم اعتراض بعض الصحابة على تأمير النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد غضب غضبا شديدا وقال : "أما بعد، يا أيها الناس، فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة بن زيد؟ والله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وايم الله إن كان للإمارة لخليقًا، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ، وإنهما لمخيلان لكل خير، فاستوصوا به خيرًا؛ فإنه من خياركم".
وهذا تأكيد من النبي صلى الله عليه وسلم على قراره لإختيار أسامه بن زيد وأنه لم يكن بمحض الصدفة أو لاعتبارات غير مدروسة .
وبعد بحثي عن الأسباب لتولية أسامة بن زيد هذه المهمة توصلت إلى التالي :
بداية : كانت غاية النبي صلى الله عليه وسلم التأكيد على الإختيار يكون للكفاءة ووالجدارة في الامور العملية بغض النظر عن الإعتبارات الأخرى مثل الشهرة او الجاه أوالنسب او حتى تقدم العمر الكفاءة هي الأهم.
ثانيا:حتى يثبت في عقل المسلمين ومن بعدهم بأن صغر السن ليس عقبة ولا شرط لقيادة الجيوش أو المجتمعات .
ثالثا: أثبت أسامة بن زيد رضي الله عنه في قيادة الجيش شجاعة فذة وعقيدة راسخة وجلد على تحمل المشاق وعقلية راجحه متبصرة في الأحداث والنتائج مما أكسبه شهرة وصيت كبير بين الصحابة رضوان الله عليهم وثبت لهم ان أختيار النبيصلى الله عليه وسلم هو القرار الأصوب للمسلمين وللمعركة.
ومن الجدير بالذكر أن على صغر سنه إلا انه كسب إجلال وحب الصحابة رضوان الله عليهم حيث روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لم يلق أسامة قط إلا قال: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته، أمير أمره رسول الله، ثم لم ينزعه حتى مات.
رضي الله عنهم جميعا.