الطامة الكبرى ورد ذكرها في الآية رقم ( 34 ) من سورة النازعات في قوله تعالى ( فإذا جاءت الطامة الكبرى ).
والطامة مأخوذة من الطم وهو الدفن والغمر ، فهذه الداهية تطم وتغمر ما غيرها وتضمحل كل مصيبة وداهية بجانبها.
ولللعلماء فيها ثلاثة أقوال :
- قيل أن الطامة الكبرى هي النفخة الثانية التي يقوم الناس بعدها من قبورهم للحساب.
- وقيل أن الطامة الكبرى هي نفسه يوم القيامة .
- وقيل أنها الساعة التي يسلم فيها اهل النار لزبانية النار للعذاب.
وحاصل القول الثالث يرجع إلى الثاني لأن ذلك هو بعض مشاهد يوم القيامة
قال ابن جرير الطبري رحمه الله :
( قوله: ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) يقول تعالى ذكره: فإذا جاءت التي تطم على كلّ هائلة من الأمور، فتغمر ما سواها بعظيم هولها، وقيل: إنها اسم من أسماء يوم القيامة...
... و عن ابن عباس، قوله: ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) من أسماء يوم القيامة عظمه الله، وحذّره عباده ) .
فابن جرير رحمه الله ذكر قولا واحدا وهي انها يوم القيامة وسميت كذلك لأنها تطم ما غيرها يعني تغمره بعظيم ما فيها من أهوال .
وقال القرطبي في تفسيره :
فإذا جاءت الطامة الكبرى أي الداهية العظمى ، وهي النفخة الثانية ، التي يكون معها البعث ، قاله ابن عباس في رواية الضحاك عنه ، وهو قول الحسن . وعن ابن عباس أيضا والضحاك : أنها القيامة ; سميت بذلك لأنها تطم على كل شيء ، فتعم ما سواها لعظم هولها ; أي تقلبه . وفي أمثالهم :جرى الوادي فطم على القري.. .. والطم : الدفن والعلو . وقال القاسم بن الوليد الهمداني : الطامة الكبرى حين يساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار . وهو معنى قول مجاهد : وقال سفيان : هي الساعة التي يسلم فيها أهل النار إلى الزبانية ) .
والأقوال متقاربة ومؤداها واحد .
والله أعلم