-علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نرقي من أصيب بالمرض او العين او الحسد ونهانا عن الرقية التي فيها شرك بالله تعالى والتي تحتوي على بعض الكلمات التي تدخل بالشرك.
-والرقية الشرعية الجائزة يجب أن تكون بالقرآن أو بالسُّنة أو بأسماء الله الحسنى وصفاته أو بالدعاء الشرعيّ مع التوكّل على الله كما جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وينبغي الأخذ بالأسباب والاعتقاد بأن الله وحده الضَّار والنافع؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا بأس بالرُّقى ما لم تكن شِركاً)، ويفضل دائما أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه فالنبي "صلى الله عليه وسلم" كان يرقي نفسه.
-اما الرقية المحرمة: فهي ما دخل بها الشرك وكانت من قبل السحرة، وقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرُّقى والتمائِمَ والتِوَلَةَ شرك) رواه الترمذي.
-والرُّقى التي قال عنها الرسولُ صلى اللهُ عليه وسلم إنها شِركٌ وأنها محرمة ما كانَ فيها عبادةُ غير اللهِ بالتلفُّظِ بكلماتٍ خبيثةٍ فيها كعبادةُ الكوكبٍ أو الشمسٍ أو القمرٍ أو النجمٍ أو أي مَلِكٍ من مُلوكِ الشياطين. فهذه الرُقَيةُ التي فيها هذهِ الكلماتُ الخبيثةُ هي التي تُنافي التوكُّلَ على الله. ولا ينبغي لأي مسلم أن يستعين بها.
-وأما التمائمُ: نوع من أنواع الرقي المحرمة فالمقصود بها الخَرَزاتٌ التي كان المشركونَ والكفار في الجاهلية يعلِّقونَها على أولادِهم لاعتقادهم أنها تدفَعُ الضر والأذى والعينَ ولم يكونوا يعتقدونَ أن اللهَ هو الذي يدفَعُ الضررَ عنهم.
-وهناك بعض الأشخاص يكتبون كلمات الله تعالى في حجاب ويعلقونه على عنق الطفل ولا يدخل به أي شرك ويعتقدون بأن الله تعالى سوف يحفظهم ببركة القرآن الكريم وبأن الله هو الذي ينفع ويضر فهذا لا بأس فيه ولا يدخل في الرقية المحرمة.
-والرقية المحرّمة: تكون رقية شركية؛ أي يكون الاعتماد عليها والاعتقاد بأنّها سبب كبير في الشفاء من كل أذى وضرر فهذه الرقية تدخل في صور الشرك الأصغر،
أما إن كان الاعتماد على الرقية بشكلٍ كامل وكليٍ وكان الاعتقاد بأنّها تنفع وحدها من دون الله أو كان فيها أي شكلٍ من أشكال العبادة لغير الله فتكون حينها من الشرك الأكبر،
-كما أن الرقية المحرمة أيضاً هي الرقية المتضمنة والتي تحتوي على ألفاظ غير مفهومةٍ أو معروفةٍ، وليست من القرآن الكريم والأدعية وخاصةً إن كانت من شخصٍ لم يُعرف عنه الصلاح في الدين، والدليل على ذلك ما رواه عوف بن مالك الأشجعي عن النبي "عليه الصلاة والسلام" أنّه قال: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) .
-وأما الرقية الشرعية التي لا تدخل فيها حرام
-فهي ما ثبتت ووردت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة السلام يرقي بالمعوذتين، كما ثبت في الصحيحين البخاري، ومسلم، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- (كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين، وينفث، كلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح عنه بيده، رجاء بركتها.)
-وجاء في سنن الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن أبي سعيد قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما، وترك ما سواهما.)
-وكان صلى الله عليه وسلم يرقي بعض أصحابه فيقول: ( بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك) . رواه مسلم.
- ولو تأملنا ونظرنا في الرقية الشرعية المباحة لوجدناها آيات قرآنية وأدعية تحميتا وتحصننا طوال اليوم والليل.
-فينبغي على المسلم أن يتوكل على الله تعالى ويحسن الظن به وليعلم أن كل ما يُصيبه لا يخالف القدر، وأن يبحث عن الوسائل والأمور المشروعة، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) . وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأعوانه وأتباعه، ويُقصد بالاستعاذة اللجوء إلى الله من كيد الشيطان، قال تعالى: (وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ)،سورة ألاعراف 200
-وأفضل ما يتعوّذ به الإنسان سورتا الفلق والناس.
-وأن يلتزم بتقوى الله تعالى بأوامره ويجتنب نواهيه؛ لأن التقوى هي السبيل لحفظ الإنسان وحمايته،
-وان يكثر من الأعمال الصالحة التي تدفع عنه البلاء، مثل الصدقة والإحسان إلى الناس.