الماء العذب الذي يوجد في المسطحات المائية مثل البحيرات، والأنهار، والبرك، والجداول، والأراضي الرطبة، والمياه الجوفية، وما إلى ذلك يكون تركيز الملح به منخفض ويقل عن 1%، وهو الماء الذي يستطيع الإنسان شربه، وكذلك الحيوانات والنباتات الموجودة في الغابات وعلى اليابسة.
بينما الماء المالح هو الماء الذي يوجد في المسطحات المائية مثل المحيطات، والبحار، والشعاب المرجانية، ومصبات الأنهار، ويكون تركيز الملح بها عالي للمحافظة على نسبة الملوحة اللازمة حتى تبقى الأسماك والكائنات البحرية حية مثل الشعاب المرجانية على قيد الحياة، علمًا أن تركيز الملح في قاع المحيطات يكون أعلى شيء، وينخفض كلما ارتفعنا لأعلى، ولذلك نرى الأسماك والكائنات البحرية عمومًا تعيش في مستويات مختلفة في المحيطات.
ولو تخيلت أنّك تهت في إحدى المحيطات أو البحار وظننت أنك تستطيع شرب مياهها، حسنًا ذلك لا يحدث سوى في الأفلام الخيالية للأسف؛ لأن مياهها شديدة الملوحة، وسوف تشعر بالعطش بشكل أكبر.
لذا فإن الحكمة من وجود الماء المالح والماء العذب على سطح الأرض هو أن الماء العذب للإنسان، والكائنات الحية التي تعيش على اليابسة، والنباتات، بينما الماء المالح فقد خُلق حتى يناسب الكائنات البحرية، "قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي" [الكهف: 98].
وقال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً) [الفرقان: 53].
أي أن الله عز وجل قد فصل الماء العذب عن الماء المالح على الرغم من أن مياه الأنهار العذبة تصب في مياه البحار المالحة، ولا تمتزجان، كيف ذلك؟
تختلف كثافة الماء العذب عن كثافة الماء المالح؛ بحيث تكون كثافة الماء العذب أقل، مما يجعلها ترتفع عن الماء المالح ولا تمتزج معه، بالإضافة لاختلاف الروابط التي تربط جزيئات الماء العذب معًا عن تلك التي تربط جزيئات الماء المالح معًا.