ما هي الحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن النفخ في الطعام لتبريده وهل في ذلك إعجاز علمي

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٠٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 النهي عن النفخ على الطعام من مكارم الأخلاق والآداب التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، وقد ذكر العلماء لهذا النهي عدة حكم منها:

1. أن في النفخ نشر للأمراض في الآنية التي يستخدمها الشخص في الأكل والشرب، فإن الإنسان إذا نفخ فإنه يخرج مع نفسه بعض الميكروبات والجراثيم وهذه الميكروبات تنتقل إلى الطعام أو إلى الآنية فإذا أكل من هذا الطعام غيره أو استخدم الآنية غيره انتقلت إليه هذه الجراثيم ولربما أضرت فيه.

2. أن ذلك أمر مستقذر، فلربما خرج مع نفخه ونفسه ريق أو رذاذ ونزل على الطعام أو الشراب فاستقذره الناس ونفروا منه، وفي هذا إفساد للطعام على غيره، وتنفير للناس وهذا غير لائق وليس من الآداب.

3. أن في النفخ على الطعام لاستعجال تبريده دلالة على الشره وعجلة صاحبه في الأكل، وهذا صفة غير محمودة ولا شك، فالأولى أن ينتظر برود الطعام ولا يستعجل الأكل.

4. إن في ذلك إهانة للطعام والشراب بنزول ريق أو بصاق عليه، والطعام والشراب نعمة والمطلوب إكرامه، وهذه العلة تقتضي كراهة هذا النفخ ولو كان الشخص وحده أو أكل في آنية خاصة به لا يستخدمها غيره.

بخلاف العلة الأولى والثانية فإنهما يختصان بالطعام والشراب الذي يشاركه فيه غيره أو الآنية التي يستخدمها غيره.

لكن الأولى والصحيح هو بقاء الكراهة للنفخ على الطعام والشراب سواء كان وحده أو مع غيره.

وقد ورد في هذا الخلق والأدب حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: (نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه) (رواه أبو داود).

وهذا الخلق والأدب كما قلنا ابتداءً فيه دلالة على سمو الشريعة ورقيها ومدى اهتماهها والتفاتها إلى مكارم الأخلاق ومحاسن العادات.

والله أعلم