قال الله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا * وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ) [الفرقان 32 - 33]
- فالحكمة الإلهية من نزول القرآن مفرقاً طيلة فترة الدعوة هو ما أجاب عليه القرآن الكريم، عندما اعترضت قريش على نزوله مفرقاً ، وقالوا لماذا لم ينزل دفعة واحدة ؟
والإجابة :
1- لنثبت به فؤادك ( تثبيت وتقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم ) لأن الوحي الذي كان يتجدد في كل حادثة - كان أقوى للقلب واشد عناية بالمرسل إليه - وهذا يستلزم كثرة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم .
2- التحدي والإعجاز ، فمبا أن الكفار اعترضوا على نزوله مفرقاً فالله تعالى تحداهم بأن يأتوا بمثله في البداية ، ثم قوي التحدي بأن يأتي بمثله ولو عشر سور مفتريات ، قم قوي التحدي بأن يأتوا ولو بسورة واحدة ، ثم كان الأقوى في الإعجاز والتحدي بأن يأتوا ولو آية واحدة فقط !!
3- حتى يسهل فهم القرآن ويتيسر لهم حفظه . لذلك قال عمر رضي الله عنه: «تعلَّموا القرآنَ خمس آياتٍ، خمس آيات، فإنَّ جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسًا خمسًا» أخرجه البيهقي في شعب الإيمان .
4- إستخدام أسلوب التشويق وتنشيط نفوس الصحابة لتلقي ما ينزل أولاً بأول .
5- بسبب معالجة الأحداث والقضايا التي كانت تحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ، ولإن النبي صلى الله عليه وسلم هو المشرع فناسب أن يكون التشريع وفق حياة الناس وما يحصل معهم من أمور دينهم ودنياهم .
- والأمثلة على نزول القرآن متدرجاً مثلا ً قضية تحريم الخمر :
1- في البداية قال أن الخمر فيه منافع للناس ولكن اثمه أكبر من نفعه .
2- ثم جاء التحريم بأن يقربوا الصلاة وهم سكارى .
3- ثم جاء التحريم القطعي بالخمر في قوله تعالى : ( يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ في الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَوةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ * وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} سورة المائدة (90ـ92).