ما هي الجهود الدولية المبذولة في حماية الغابات المطيرة

1 إجابات
profile/سندس-الفقيه-1
سندس الفقيه
هندسة معمارية
.
٢٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
سؤال وجيه ذكّرني بالحدث الذي هزّ وسائل التواصل الاجتماعي قبل أقل من عامين وذلك في صيف 2019، والذي عُنون بـ "غابات الأمازون تحترق" وإن كانت بعض الصور غير دقيقة، إلا أن الحادثة لم يشهد لها مثيل من سنوات عدة، فأكثرُ من نصف حرائق الغابات كانت قد اشتعلت في غابات الأمازون المطيرة، التي تُعدّ أكبر غابة مطيرة في العالم والتي تعتبر «حيوية» لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، فيمكن القول إن غابات الأمازون المطيرة «تغذي الكوكب» على عدّة مستويات بما في ذلك توفير الأنهار الجوفية التي يمر منها ما نسبتهُ 20 في المائة من المياه العذبة.

قبل أن أجيبك عليه أود أن أسألك سؤالاً. كم تتوقع أنه تبقى من الغابات المطيرة في العالم؟

نعم، بكل أسف يمكن أن نصف الغابات المطيرة حول العالم اختفت، فقد كانت تغطي يوماً ما نسبة 14% من مساحة الأرض. واليوم لم يتبق منها إلا ما لا يزيد عن 8%. وإذا استمر إزالة الغابات بهذا الشكل يتوقع أن تختفي كل النسبة المتبقية منها في غضون أقل من عام.

من الجهود الدولية المبذولة في حماية الغابات المطيرة، ما يلي:

· ما قامت به المؤسسة الألمانية للغابات المدارية OroVerde بمساعدة المزارعين، حيث يقوم المزارعون بزراعة أشجار جديدة، بدلا من قطع الأشجار. ولتحقيق ذلك الهدف، فإن المزارعين يحصلون على مساعدات مالية، كما يتم تدريبهم لتأمين دخلهم بطرق مختلفة. وكما تقول المؤسسة فإن الهدف النهائي لمشروعها هو المحافظة على الأشجار، والزراعة المستدامة تمثل إحدى الخيارات المتوفرة لتمكين المزارعين من كسب المال وتحقيق الاكتفاء الذاتي، دون اللجوء إلى قطع الأشجار.

· وعلى مدى العقد الماضي، عمل ائتلاف واسع من الحكومات، والشعوب الأصلية، والعلماء، والمنظمات غير الحكومية، والشركات وشركاء المجتمع المدني معاً على حماية الغابات المدارية. ولكن هذا العمل لم يكن كافياً لتغيير السلوكيات بشكل كبير.

· مبادرة الألفية للغابات المطيرة التي تقودها الأمم المتحدة، وهي تحالف متعدد الأديان يهدف إلى جلب إلحاح أخلاقي وقيادة قائمة على الإيمان إلى الجهود العالمية لحماية الغابات. آملين ومتأملين بأن تكون السلطة الأخلاقية والتأثير غير المسبوق لأديان العالم، الرادع الذي سيقوم بإنهاء إزالة الغابات الاستوائية.

· مبادرة الغابات المطيرة بين الأديان في مركز نوبل للسلام في أوسلو، النرويج، في 19 يونيو 2017. في قمة أولى من نوعها، ضمت زعماء دينيون مسيحيون ومسلمون ويهود وبوذيون وهندوس وطاويون للانضمام إلى جهود الشعوب الأصلية من البرازيل وكولومبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا وأمريكا الوسطى وبيرو، لجعل حماية الغابات المطيرة أولوية أخلاقية للمجتمعات الدينية في العالم.

·مبادرة الإيمان من أجل الأرض التي أطلقت عام 2017، من قبل الأمم المتحدة للبيئة والتي تعتبر عضو في فريق العمل المعني بالدين والتنمية على نطاق الأمم المتحدة، والتي تولدت عن فهم الدور الرئيسي الذي تلعبه المنظمات الدينية والقادة الدينيين على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية، حيث وطورت استراتيجية مبتكرة للانخراط والشراكة مع المنظمات الدينية في تنفيذ جدول أعمال 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

وعند الحديث عن الغابات المطيرة كان لابد من التطرق إلى أهميتها، ففضلاً عن كون الغابات المطيرة موطناً وملاذاً ومأوى وملجأ للعديد والكثير من الحيوانات والنباتات بسبب كثافة الغطاء النباتي وتنوع الملاجئ، إلا أنها أيضاً وبحسب موقع الأمم المتحدة في صفحة "اليوم العالمي للغابات"، أطلق عليها اسم "جواهر الأرض" و"أكبر صيدلية في العالم"، حيث تم اكتشاف أكثر من ربع الأدوية الطبيعية هناك.

كما تنتج الغابات المطيرة ما يقارب 28 في المئة من الأكسجين الذي يدور حول العالم، ولهذا تسمى "رئة الأرض"، وهي وجهة سياحية لهواة المغامرة، وموطن لبعض القبائل الأفريقية، ومحط أنظار الباحثين.

وللأسف يعتبر الإنسان هو العدو الأول لها والذي قد يسبب إزالتها وربما فقدانها تماماً يوماً ما إذا استمر الجور عليها، وقطع أشجارها ليبني بيوته وأثاثه، أو بسبب الصيد والرعي الجائرين أو الزحف العمراني أو قطعها وتسوية أراضيها وزراعتها.

ولهذا جاءت المبادرات والجهود الدولية محاولة أن توعي الناس على أهميتها لعله يتشكل لديهم الحس تجاه هذه الغابات والوعي بأهميتها فيحدوا من جورهم عليها الذي قد يهدد تماسك التربة واستقرار المناخ ودورة المياه في الطبيعة فضلاً عن حياة الكائنات الحية القاطنة فيها.