ما هي التغيرات التي تطرأ على تكوين الأسرة؟

1 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
١٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قديماً كان هناك ما يسمى بالأسرة الممتدة، على الأغلب لم يعهدها الجيل الحديث، بحيث كانت الأم والأب والجد والجدة والأعمام والعمات، والأخوال والخالات والتفرعات عنهم يعيشون سويا كأسرة صحية.

وكانت الأسرة الممتدة تحمي أفرادها
، فإذا ضعف الأب، يقوم العم بسد المكان، دون أن يطلب أحداً منه، وإذا ضعفت الأم، تقوم الخالة بالمساعدة، وكأن الابن والابنة لديهما أكثر من أم وأكثر من أب، فبذلك تجد الطفل محمي من أسرته.

ومع الثورة الصناعية التي داهمت أوروبا ومن ثم انتقلت إلينا، فإنه من أجل إنشاء مدينة صناعية، أصبح من اللازم تخفيف الحمل على الأسرة الممتدة، صاحبة العبء الثقيل.

وصار من اللازم انتقال العاملين مع عائلاتهم إلى مجمعات سكنية صغيرة قريبة من المصانع ومكان العمل، مما جعل الأسرة الممتدة تتمزق، وتظهر الأسرة النووية، المكونة من الأي والأم والأبناء فقط، وهي السائدة الآن.
 
الأسرة
هي المؤسسة الاجتماعية الأولى المسؤولة عن التنشئة والضبط الاجتماعي.

وتعتبر الأسرة أقدم التنظيمات الاجتماعية للجماعات البدائية والمتحضرة.

وهي الوحدة الأولية لكل المجتمعات الإنسانية.

أما في السياق التاريخي لبناء المجتمعات، وبسبب التطور التقني، أضيفت مجموعة من النظم الاجتماعية التي أخذت أدوارا كانت في وقت مسبق تقوم بها الأسرة.

فأصبحت ظاهرة المؤسسات التعليمية ومؤسسات رعاية الطفولة والحضانة ورياض الأطفال ومؤسسات حكومية أخرى وباقي النظم الموجودة سبباً لتضييق ولتحجيم صلاحيات الأسرة.

حيث أصبحت الآن وظائف الأسرة على ما يلي:
 
أولاً: الوظيفة الاجتماعية:
 
وتشمل هذه الوظيفة على مجموعة من الإنجازات والمهام والوظائف الاجتماعية الانجاب والرعاية البيولوجية وتوجيه الفرد اجتماعيا وثقافيا وتعلمه العادات والتقاليد والأعراف، وكيفية التكيف والانسجام الاجتماعي في معاملة أفرادها للآخرين، كما تعمل الأسرة على تأهيل الأطفال، وخلق روح التعاون، وتنمية الوعي القومي لديهم، وغرس الوازع الديني.
 
ولكي تقوم الأسرة بوظيفتها، يجب أن تراعي بعض الشروط، مثل الفحص الطبي قبل الزواج والسلامة من الإعاقات المختلفة التي يمكن يتوارثها الأبناء، وكذلك تنظيم عدد أفراد الأسرة، والتقارب الزمني في العمر بين الزوجين.
 
 أي أن الأسرة هي الخلية الأولى التي يعتمد عليها في تربية الأطفال وسد حاجاتهم ومطالبهم المادية والتنشئة الاجتماعية والوجدانية، ويهدف الوالدان إلى إكساب أولادهم أساليب سلوكية وقيم واتجاهات يرضى عنها المجتمع.
 
ثانياً: إشباع حاجات المجتمع:
 
وبما أن المجتمع يتكون من مجموعة من الاتفاق الأسري فلابد من عملية التسامي الوظيفي بينها وبين المجتمع ومؤسساته المختلفة.

من خلال تهيئة أفراد الأسرة للعمل والتفاعل الاجتماعي وتشكيل الخلية الإنجابية الشرعية، فهي المسؤولة عن إعمار الأرض.

وتعمل الأسرة على رعاية الأبناء وحمايتهم جسديا ونفسيا والعمل على خلق شخصيتهم، وتمارس الأسرة وظيفة اندماج والتكيف مع المجتمع وتساعده في وضع الأفراد في مراكزهم المختلفة، كما تعد الأسرة من وسائل الضبط الاجتماعي المهمة التي تحقق التجانس.

ثالثاً: الوظيفة النفسية:
 
وذلك بتوفير الدعم النفسي للأبناء
عن طريق تزويد الطفل بالإحساس بالأمن والقبول في الأسرة التي تحافظ على تقدير الأطفال لذواتهم وتمنحهم الحماية اللازمة لنمو بشكل نفسي سليم، وتؤمن الاستقرار النفسي لأفراد العائلة ولك الوظيفة يجب أن يقوم الأب بمناقشة جميع أفراد الأسرة في الصعوبات والمشكلات التي تواجه الأسرة بين فترة وأخرى، وتنميه معايير الاستقلال والاعتماد على الذات عند الأبناء، وإشعار كل من في الأسرة بقيمته وأهميته فكل شخص له قيمة معينة من بين أفراد أسرته.
 
رابعاً: الوظيفة الدينية والأخلاقية:
 
حيث يحتل الدين أهمية بالغة في المجتمع الإنساني، وهو الرابط الذي يربط المجتمع ويعمل على المحافظة عليه وعلى تماسكهم
، ويصبح تقبل الدين وقواعده واحده من الأمور الضرورية، كما يصبح الدفاع عن تلك القواعد مظهر من ارتباط الفرد بالمجتمع فالدور الوظيفي هنا للأسرة في تكوين الأفكار الدينية عند الطفل.

خامساً: الوظيفة التربوية:
 
حيث أنها تهدف إلى إعداد الفرد في الحياة والمجتمع، أي محاولته أو مساعدته على أن يتكيف ويتلاءم مع الحياة في الأوساط المختلفة التي يعيش فيها، وتعمل الأسرة هنا على إكساب أفرادها منظومة القيم، مثل القيم المتعلقة بالحلال والحرام، الخير والشر، الصواب والخطأ، والتي تعد بمثابة موجهات للسلوك. وكذلك تحافظ الأسرة على وظيفتها التربوية من خلال نقل التراث الثقافي والاجتماعي والمحافظة عليه ونقله من جيل لآخر، فثقافة المجتمع تتغير على نحو مستمر.
 
سادساً: الوظيفة الاقتصادية:
 
ظلت الأسرة على مر العصور المعين الأساسي للبناء وحافظت على هذه الوظيفة كونها عصب رئيسي تكون عبر التاريخ، فلأفراد الأسرة، الأب والأم وأحيانا الإخوة والأخوات، دور أساسي في تمويل الأسرة وسد احتياجاتها المادية، وهي تعمل بجانب هذا، أنها تعزز عند الأبناء سلوك اقتصادي معين، حيث يتعلم فيه الأبناء طبيعة عمل الأعمال من أجل امتهان عمل ما من أجل المستقبل.