ما هي الانتقادات الموجهة للترمذي لتعريفه عن الحديث الحسن؟

1 إجابات
profile/فرح-الذيابات
فرح الذيابات
الشريعة
.
٢٨ ديسمبر ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
يُعرّف الإمام الترمذي ـرحمه الله - الحديث الحسن بأنّه: "كلّ حديث يروى لا يكون في إسناده من يُتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذّاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك"، وقد وُجّهت له الانتقادات على هذا التعريف فيما لا يُنقِصُ من قدر المعرِّف، وهو الإمام الجليل المعروف بالعلم الواسع والأدب الجمّ، ومن هذه الانتقادات:

  • أنه غير مانع لدخول الصحيح فيه
وذلك أن الإمام الترمذي لم يميز الحسن عن الصحيح، فإن الحديث لا يكون صحيحاً إلا وهو غير شاذ، ولا يكون صحيحاً حتى يكون رواته غير مهتمين بالثقات، فظهر من هذا أنّ الحديث الحسن عند الترمذي صفة لا تخص هذا القسم، بل قد يشترك معه فيها الصحيح، والحاصل أن كلّ صحيح عنده حسن، وليس كل حسنٍ عنده صحيحاً، وقد أشار إلى ذلك الحافظ أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن المواق.

  • قوله في كتابه: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"
والرّد على هذا الانتقاد أنّ شرط مجيئ الحديث من غير وجه يتحقق بمجيئه بلفظه أو معناه، وعليه يُحمل قوله: "لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، يعني بلفظه الذي أورده، وهذا لا يُنافي أنْ يكون الحديث مذكوراً بمعناه من وجه آخر، عدا عن أن الذي يحتاج إلى مجيئه من غير وجه هو ما كان راويه كما بيَّنه الحافظ العراقي في درجة المستور ومَن لم تثبت عدالته.