دعني أخبرك القليل عن قسنطينة أولًا. قسنطينة هي مدينة جزائرية، تعتبر عاصمة الشرق الجزائري، وتسمى بـ "مدينة الجسور المعلقة" لاحتوائها على ثمانية جسور أثرية كانت تربط ضفة بأخرى، وسميت أيضًا "مدينة الصخر العتيق" نسبة لأنها مبنية فوق صخر كلسي. وهي من أقدم المدن في العالم، وعاشت فيها الكثير من الحضارات المهمة التي تركت كل منها بصمتها الخاصة. وأما ما يميزها فهو بناءها على كلس صلب جعل لها منظرًا فريدًا ومختلفًا عن غيرها من المدن القديمة.
هنالك الكثير من المعالم والآثار التي يتوجب عليك زيارتها في القسنطينة إن قررت السفر إليها بغرض السياحة؛
- جسر سيدي مسيد المعلق: ويعتبر هذا الجسر من أشهر الجسور هناك، ويربط بين مشفى قسنطينة ومنطقة نهج القصبة. أما بناؤه فيعود لعام 1909 مـ حتى عام 1912 مـ. أما ما يظهر تحته فهو وادٍ عميق ونهرٌ جارٍ.
- المدينة القديمة: هذه المدينة في قسنطينة من أشهر الأماكن السياحية في المنطقة وأهمها. أما ما تتميز به فهي منازلها التي تحمل دلالة على التراث الإسلامي القديمة، والكثير من الطرق الضيقة.
- مسجد الأمير عبد القادر: هذا المسجد الذي يحوي جامعة للعلوم الإسلامية في داخله، هو أيضًا من أجمل مساجد الجزائر كلها. وحجمه الكبير الذي يصل إلى 13 هكتار يستطيع أن يتسع لـ15 ألف مصلي في حرمه. لا تفوت عليك رؤية زخارفه التي تزينه وتزيده جمالًا. وهنالك كذلك عدة مساجد تستحق الزيارة مثل الجامع الكبير، وجامع سوق الغزل، وجامع سيدي الأخضر، ومسجد البيضاوي.
- أما عن الآثار فهنالك منها ما لا يعد ولا يحصى. فهنالك مقابر عصر ما قبل التاريخ: مقابر عديدة من أزمان مختلفة كثيرة ما زالت آثارها تظهر إلى يومنا هذا. ولربما أنك ستعتبرها مجرد مقابر، إلا أنها دلالة كبيرة وأثر عميق عن الحضارات التي مرت من هنا.
- كهف الدببة: الموجود في الصخرة الشمالية للقسنطينة، ويبلغ ارتفاعه 60 مترًا.
- باب سيرتا: هو معلم أثري تم اكتشافه عام 1935 في شهر حزيران. وأما موقعه فهو يوجد في سوق بومزو. ويرجح المختصون أنه كان معبدًا في السابق. وإضافة إلى هذا فهناك أيضًا عدة أبواب أخرى يقال أنها كانت تلتف حول المدينة وتحصنها. من هذه الأبواب باب الحنانشة، وباب القنطرة، وباب الجديد، وباب الواد، وباب الجابية، وباب الرواح. وعلى الرغم من أن زيارة كل هذه الأبواب قد تبدو صعبة، إلا أن زيارة بعض منها تستحق فعلًا.
- قصر أحمد الباي: هذا القصر الذي تم بناءه تأثرًا بفن العمارة الإسلامي من قبل أحمد الباي. وأخذ بناؤه فترة امتدت من عام 1827 إلى عام 1835. أما مساحته فتصل إلى ما أكثر من 5600 متر مربع. رغم اتساعه فهو منظم جدًا ويحوي الكثير من التفاصيل الدقيقة. وهنالك توزيع الأجنحة التي أظهرت الكثير من العبقرية المعمارية الدقيقة.