من أول الأخطاء الشائعة والمبهمة حول العرب، أن جميع
العرب أو غالبيتهم مسلمين، ففي بلاد العرب اليهودية - طبعاً بغض النظر عن إسرائيل -، فهناك يهود في تركيا والمغرب وتونس والإمارات والجزائر والبحرين ومصر والعراق. والمسيحية والزرادشتية والبهائية، عدا عن المذاهب المتفرعة من المسيحية، مسيحيي لبنان وفلسطين، أقباط مصر، المسيحية الأرمنية في إيران، والمسيحيين الآشوريين في العراق وإيران. والملحدين والربوبيين واللا دينيين واللا أدريين. فإذاً تنوّع الأديان والمذاهب والمعتقدات واسع وكبير. وفي الحقيقة، فإن الأكثر من مليار مسلم في العالم, يعود نصفهم فقط للعرق العربي.
في تقرير نشره البروفيسور الفلسطيني ومدير العلاقات العامة للهيئة العربية الأمريكية ضد التمييز، الدكتور
مازن قُمصية، حول كره العرب، بعنوان " مئة عام من النمطية ضد العرب وضد المسلمين ". يتكلم عن ما يسميه متلازمة ثري بي Three B syndrome... Bombers، Belly Dancers، Billionaires، للدلالة على الصورة النمطية للرجل والمرأة العرب في السينما والأفلام الغربية وحتى أفلام الكرتون، حيث غالباً ما يتم تصوير الرجل العربي بهيئة مليونير ثري مالك لأكبر شركات النفط، والمرأة العربية راقصة شرقية أو أداة جنسية، وكلاهما إرهابيّين. فوق أن هذه الصورة النمطية غير صحيحة، إلّا أن تعامُل الناس مع العرب في الخارج يتغيّر بسبب هذه الأنماط التي تم ضخها في عقل الأجنبي، وخصوصاً الأجنبي ضيق الأفق. فإذاً إن هذه الأنماط تؤثر بشكل سلبي وضخم جداً على حياة العرب المستقرين في الخارج، قد يتعرضون لإساءة نفسية، ثقافية، تمييز أو حتى عنف جسدي. باعتقادي إن كل غريب عن وطنه يتعرض حتماً للتمييز ولكن هذا أمرٌ آخر تماماً.
يقول الدكتور مازن قُمصية أنه في عام 1897 قام العالم توماس إديسون بصنع فلم قصير لإختبار جهاز عرض للأفلام قام بصنعه. المهم أن الفلم كان إسمه" فاطمة ترقص ". يدور حول امرأة عربية بثياب مغرية ترقص لإغواء جمهور من الرجال، ويعتقد الدكتور مازن أن هذه أول الأفلام النمطية حول العرب، وطبعاً بعدها تنوعت وأمتدت طرق التنميط وأشكالها، من رجل خليجي مليونير يلبس الرداء العربي الذي نادراً ما يلبسه العرب إلا في المناسبات، ويتحدث بلغة غير مفهومة وتتساقط من جيوبه الأموال. حتى وصلت الصورة النمطية في آخر ثلاثين سنة إلى العربي الإرهابي المفجّر. وهنا لينك التقرير للدكتور مازن قٌمصية لمن أراد أن يقرأ :
مئة عام من النمطية ضد العرب والمسلمين.