ما هي الأسس التي تٌساعدني على اختيار دراسة تخصص الهندسة المعمارية أم الهندسة المدنية؟

1 إجابات
profile/سندس-الفقيه-1
سندس الفقيه
بكالوريوس في هندسة معمارية (٢٠١٤-٢٠١٩)
.
٣١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أذكر أنني سألتُ نفسي هذا السؤال أيضاً قبل دخولي إلى عالم الهندسة المعمارية، وذلك لتحديد وجهتي عن فهم مسبق لما قد يواجهني مستقبلاً. ولابد أنك عزيزي تسأل هذا السؤال لنفس الهدف، فأرجو أن أفيدَك للوصول إلى سُؤْلِكَ.

بدايةً لابد أن تعرف أنَّ كلا التخصّصين مكمّلان لبعضهما البعض، فهما يدوران حول التخطيط والتصميم العمراني والبناء والإنشاءات ولكن كل منهما مختصّ بجانب معين أكثر من الآخر.

لذلك فأسس اختيارك بين التخصصين يعتمد بالدرجة الأولى على ميولك وقدراتك وتوجهاتك، فإذا كنت شخص ذو خيال وذهن قادر على التحليل والتخطيط وحل المشكلات وموهوب بعض الشيء في الرسم والنظر بعدة أبعاد، وصبور وتتحمل الضغط النفسي والمتابعة اليومية من قبل المسؤولين وقادر على إنجاز المهام بوقت محدد فأنت خُلقت لتكون معماريّاً.

أما إذا كنت من أصحاب الجانب الأيسر من الدماغ وقوي في الحساب والرياضيات وصديق أنت والفيزياء الميكانيكية ومعادلات القوة والعزم والاحتكاك وغيرها، وتحب الدراسة والامتحانات النظرية وليس عندك بال طويل للمتابعة اليومية ولا تحب التقيد بمهمام وواجبات دائمة فاتجه نحو الهندسة المدنية.

فالهندسةُ المعماريّة تختص بالفكرة التصميمة وما يسبقها من تحليل للموقع من الناحية الجغرافية سواء طوبوغرافية الأرض ومناخها وتوجيه المبنى، أو من ناحية تحليل مشاريع عالمية أو محلية مشابهة لوظيفة المشروع المطلوب تصميمه وذلك ليساعد في التصميم والتوزيع الأمثل للفراغات.

ثم بعد تحليل الموقع وتحليل مشاريع مشابهة، يحصل الفهم الأوّلي وتتحدد النقاط الأولى لتوزيع فراغات المبنى، حتى تأتي الفكرة التصميمة التي تكمّل هذا الفّهم وهذه الفكرة لتحويلها إلى مشهد متكامل للمشروع.

وكما ذكرنا لك سابقاً، فالهندسة المعمارية تعتمد بشكل أساسي على سعة الخيال والقدرة على تحويل الفكرة إلى خطوط مرسومة تتطور إلى شكل قادر على احتواء الوظيفة بأبعادها، فلابد أن يتواجد عند من سيختارها الحس الإبداعي والقدرة على الرسم والتحليل وتحويل الأفكار إلى رسومات وسكتشات ومجسمات.

فضلاً عن الرسم اليدوي فهناك برامج على الحاسوب لابد لكل مهندس معماري أن يُتقن على الأقل ثلاثة منها. هذه البرامج منها ما هو مختص بالرسم المعماري ثنائي الأبعاد أو ثلاثي الأبعاد أو كليهما معاً كالاوتوكاد والريفيت والسكيتش اب واللوميون ومنها ما هو مختص بتعديل الصور كالفوتوشوب واللايت روم. وتتطور هذه البرامج عام بعد عام، وصار الإلمام بها وإتقان جزء منها على الأقل ضرورة على المهندس أن يجيدها حتى يجاري تكنولوجيا العصر ويستطيع أن يتفوق على أقرانه.

في الهندسة المدنية الحاجة للحس الإبداعي والإبتكار والتصميم والقدرة على الرسم وتحويل الخيال إلى خطوط تكون أقل بكثير، فالمهندس المدني يركّز بشكل أساسي على تحويل الخطوط والرسوم والتصاميم التي أخرجها المعماري إلى بناء قائم من خلال أسس وحسابات ومعادلات تضمن سلامة المبنى وديمومته.

كما يهتم بالتصميم الإنشائي من قواعد وأعمدة وجسور وخزانات وسدود ويهتم بالخراسانة والحديد وحساباتها، كما يُعنى بتصميم الطرق وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي وبتصميم وإدارة أنظمة النقل. ويهتم بالتربة ومشاكلها من الناحية الإنشائية، كما أنه يُعنى بإدارة المشاريع الهندسية.

وفي الهندسة المدنية _كما في الهندسة المعمارية_ يتم استخدام برامج حاسوبية تُستخدم للرسم الإنشائي ثنائي الأبعاد أو للتصميم الإنشائي ثلاثي الأبعاد ومنها ما يستخدم في حساب الكميات وغيرها من المهمام، ومن هذه البرامج الاوتوكاد والريفيت الانشائي وبرنامج ال 3d Civil.

عن نفسي اخترت الهندسة المعمارية لأنها تفتح لي مجالات أوسع من الهندسة المدنية، فدراستك للهندسة المعمارية فضلاً عن أنها تجعلك متخصصّاً في التصميم والرسم المعماري وصاحب الفكرة التصميمة لشكل البناء وتوزيع الفراغات فيه إلا أنها أيضاً تمكّنك من الفهم العام لمراحل البناء من الناحية الإنشائية.

فأنت تدرس مقدمة في التصميم الإنشائي وتتعرف من خلالها على كيفية تصميم الجسور والأعمدة كما تتعرف على مراحل البناء ابتداءً من مرحلة الحفر ووضع القواعد وانتهاءً بمرحلة التشطيبات من قصارة ودهان وبلاط وحديد وألمنيوم، كما تمكّنك من حساب الكميات لمعرفة التكلفة الإجمالية للمشروع.

كما أنني أنظر للهندسة المعمارية من الناحية الإنسانية بأنها وسيلة لفهم أسلوب الحياة وتنظيم العلاقات بين البشر من خلال تنظيم الفراغات التي يعيشون فيها وتصميها بحيث تخدم احتياجاتهم.

ومستقبلاً تفتح لك الهندسة المعمارية أبواباً لتتخصص في مجالات أخرى كالتصميم الداخلي أو الأنيميشن أو تصميم الأثاث أو حتى مجال الرسم أو الكتابة فهو مرن بطبيعته ويخلق شخص ذو ثقافة واسعة ومتمكن على عدة أصعدة وفي عدة مجالات.

وفي النهاية أود أن أقول أن كلا التخصصين لا غنى لأحدهما عن الآخر فهما وجهان لعملةٍ واحدة ولو كان كل واحد منهما يركز على جانب إلا أنه يجب عدم إهمال الجانب الآخر تماماً فالإهتمام بهما معاً مطلوب ولو كنت مختصّاً في أحدهما عليك أن تُلم بحاجاتك الأساسية من الآخر أيضاً.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة