ما هي الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص هدامين كابحين لأي مظهر من مظاهر النجاح المتعدد؟

 العديد من الأسباب تجعل من الأشخاص هدامين للنجاح ولما له من مظاهر وأغلبها أسباب نفسية فكرية تتعلق بالذات وأهمها حب السلطة والغيرة المرضية وفقدان المعلومة وفقدان المهارات والخبرات والسلبية، وعدم امتلاك الأهداف، وفقدان الثقة بالنفس والتكبر والمثالية.

حب السلطة؛ هنالك من الأشخاص من يرى في نفسه مركز الكون وهو من يجب أن يمتلك السلطة والقوة والنجاح فهو غير قادر على فقدان المركز المالي والاجتماعي والعلمي وغير ذلك ووجود أي شخص آخر يحاول الصعود يعني منافسته على ما هو عليه ووجود تهديد يوحي بفقدانه ما هو عليه من مركز وسلطة، فنجد أصحاب المراكز والنجاحات يحتكرون الأسباب التي تساعد الآخرين في الصعود خطوة تلو الأخرى للوصول للقمة أو يكونوا هادمين لها.
فالطبيعة البشرية وما فيها من حب للتملك إلى جانب فقدان المنظومة القيمية التي تهذب النزعه التمليكة النرجسية الأنانية قد تكون سبب في هذا السلوك الهادم الغير بناء.

الغيرة المرضية؛ بعض الأشخاص تتكون لديهم مشاعر الغيرة من الآخرين في حال حققوا أي نوع من أنواع النجاح وينتج عن هذه الغيرة مشاعر الخوف أو الغضب أو الشعور بالذل، ونتيجة هذه المشاعر تبدأ الانتقادات الهادمة والمستخفة بما تم تحقيقه من نجاحات، وهنا يمكن القول أن الغيرة ناتجة عن عدم امتلاك الشخص المهارات التي ساعدت الآخر على النجاح، أو عدم قدرته على المنافسة، أو لعدم وجود الموارد التي تساعده على تحقيق النجاح بشكل مماثل، بحيث ينظر للنجاح على أنه أمر تافه وسخيف ولا يستحق كل هذا الأمر من الاعتزاز والفخر.

افتقاد المعلومة؛ عدم امتلاك الشخص المعلومة الكافية حول ما تم تحقيق النجاح فيه سبب في أن يهدم النجاح وما بترافق معه من مظاهر مختلفة وهنا مثلا يمكن أن يأتي شخص مختص في نوع من أنواع الهندسة وحقق مشروع يستحق عليه الكثير من الجوائز وأخبر به شخص لا يمتلك المعلومة الكافية لفهم طبيعة هذا النجاح والإنجاز فنجده يقابل هذا الأمر بالاستخفاف وعدم الأهمية.

عدم امتلاك مهارات التعاطف والتفاعل الاجتماعي؛ هنالك أشخاص لا يمتلكون أي مهارات اجتماعية عاطفية تمكنهم من تقديم الدعم والسند لمن قام بتحقيق الإنجازات والنجاحات، فنجدهم مبتعدين منسحبين أما أي نوع من أنواع النجاح لعدم قدرتهم على التفاعل مع هذه الخبرات، وهنا قد يرتبط الأمر بالتنشئة الاجتماعية وما فيها من قيم تكتسب غالبًا ما تتعلق بالعمل والصداقة والعلاقات الاجتماعية عامة، فكلما غابت القيم التي تعزز التشجيع والمؤازرة والتفاعل، كلما وجدنا الأشخاص هادمين للنجاح وما فيه من مظاهر.

السلبية؛ الشخص السلبي الغير قادر على رؤية أي إيجابية في أي أمر من حوله مهما كان عظيم سبب في هدم النجاح ومظاهره وقد يشمل هذا الجانب بعض الصفات المتمثلة في النكد، والنقد الدائم، وغالبًا ما تشأ هذه السلبية عن خبرات سابقة أفقدت الشخص القدرة على التفاعل وإظهار الاهتمام بطريقة سليمة مع المحيط.

فقدان الأهداف؛ عدم امتلاك الأهداف لدى الشخص الهادم بشكل عام سبب في أن ينظر لنجاح أي شخص آخر على أنه الأمر العادي فهو غير مقدر للجهد والوقت الجسدي والفكري الذي من خلاله تم تحقيق النجاح فهو لا يعي مفهوم النجاح ومهيته فنجده ينظر للأمر بلا مبالاة ودون أهمية، وهذه الردود ضمن التفاعل الاجتماعي هي هادمة غير محببة وسبب في الشعور بالخذلان والأسف.

عدم امتلاك الثقة بالنفس؛ عدم معرفة ما لدى الشخص من نقاط قوة ونقاط ضعف والنظر للنفس بدونية وفقدان الثقة بالنفس سبب في أن ينظر للآخرين وإنجازاتهم بطريقة مشابهة، فالفاقد للثقة بالنفس غير قادر على التفاعل بحب وفخر وعز لمن أحرز النجاح وهنا يمكن أن تظهر لنا عقدة النقص لمن هو فاقد الثقة بنفسه فنجده يتفاعل بطريقة سلبية تعمل على هدم النجاح ومظاهرة المختلفة.

الاتصاف بالمثالية؛ هنالك من الأشخاص من ينظر للحياة بمنظور مثالي لا يمكن مخالفته ولا بأي شكل من الأشكال وبالتالي أي نوع من أنواع النجاح المخالف لما لديه من مفهوم ومعيار هو ليس نجاح، فينظر له بنظره المستخف الهادم، فنجده يبحث عن العيوب والأخطاء ويغض البصر عن أي أمر آخر تسبب في هذا النجاح وإن كان بسيط.

التكبر؛ هنالك من الأشخاص من يرى في نفسه أنه أساس الوجود وأي أمر سواه لا يستحق التقدير والاحترام وعليه نجده يقابل أي نوع من أنواع النجاح من الآخرين بالاستخفاف وعدم التقبل أو التقليل من الشأن ونجده يقوم بالمقارنة بين ما لديه من إنجازات وما للآخر من انجاز، فيبحث عن إنجاز أعظم من الذي أمامه ويبدأ بمقارنة نفسه به ليهدم للآخر ما لديه من فرحة وفخر وعز، ويجعله ينظر لنفسه بنظره مكسورة. 

التعامل مع هؤلاء الأشخاص يتطلب التجاهل وامتلاك الثقة بالنفس، وجعل الدوافع للشعور بالفخر والاعتزاز والنجاح دوافع ذاتية داخلية قبل أن تكون خارجية من الآخرين.