ما هي الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على تحريم الاحتفال بعيد الميلاد وما هي علة تحريم ذلك

 حصل خلاف بين المعاصرين في حكم الاحتفال بعيد الميلاد للأفراد كباراً وصغاراً، حيث اختلفوا في هذه المسألة على قولين:

الأول: إباحة الاحتفال بعيد الميلاد، ودليلهم في ذلك من باب العادات وليس العبادات، وهذه العادات ليس خاصة في الكفار حتى تمنع لأجل التشبه، ولو كانت من عاداتهم فهي عادة دنيوية ليس لها علاقة بالدين ولا يحرم التشبه بمثل هذه الأمور الدنيوية.

الثاني: تحريم الاحتفال بأعياد الميلاد، ولهم في ذلك دليلان:

1. أن هذه الأعياد هي عادة دخيلة على المسلمين وإنما جاءت من الكفار، فالاحتفال فيها هو من التشبه بالكفار، والتشبه بالكفار محرم ولو كان في عادة دنيوية وليس دينية في الأصل، والدليل على تحريم التشبه بالكفار أدلة كثيرة حيث إن ذلك قاعدة مقررة في الشرع ، وفي الحديث (ومن تشبه بقوم فهو منهم) (رواه أبو داود).

2. أن تكرار الاحتفال بيوم معين في السنة يجعل ذلك اليوم عيداً، والأعياد من الدين، فتخصيص يوم معين في السنة للاحتفال مرده إلى الشريعة وليس إلى الناس وعاداتهم، والشريعة الإسلامية لم تشرع الاحتفال بعيد الميلاد.

والدليل أن تخصيص يوم معين بالاحتفال في السنة وجعله عيداً إنما مرجعه للشريعة هو حديث أنس بن مالك أن النبي عليه السلام قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيها فلما سألهم عنها واخبروه أنهما يومان من أيام الجاهلية كانوا يلعبون فيها فقال عليه السلام (قد أبدلكم الله خيراً منها يوم الأضحى ويوم الفطر) (رواه أبو داود والنسائي)

فهذه أدلة التحريم وقد وضح منها علة التحريم وهي:
- منع التشبه بالكفار.
- أن تشريع الاحتفال بعيد معين سواء كان ديني أو غير ديني مرجعه إلى الشريعة وليس العادات.

والواقع أن الاحتفال بأعياد الميلاد علاوة على كونه عادة دخيلة على المسلمين جاءتنا تقليداً لغير المسلمين في عاداتهم بعد الهزيمة النفسية والمعنوية والعسكرية التي تعرضنا لها ، فإن مثل هذه العادة لا فائدة منها ولا معنى لها ففيها تضييع للمال والوقت وتربية الأطفال على كلام فارغ.

فما المعنى من احتفال الشخص بمرور عام على ميلاده وهو أمر لا علاقة له به ولا إنجاز فيه وإنما هو احتفال بمجرد تعاقب الليل والنهار ومرور الأيام عليه، فأي فرحة وإنجاز في ذلك!

والواحد فينا بمرور الأيام يقترب من القبر أكثر وأكثر فأي احتفال في ذلك!