قال الله سبحانه وتعالى ﴿ ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ ﴾ [ سورة القمر: ١ - ١]
وقد روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث ابن مسعود قال: ( انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهدوا ).
تحكي الآياتُ والأحاديث أن جمعًا من مشركي قريش طلبوا من النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أن يَشُقَّ لهم القمر دليلًا ماديًّا على صدق نبوّته فما كان منه صلّى الله عليه وسلّم إلا أن توجّه لله داعيًا فأجابه ربُهُ جلّ و علا فلمّا رأوه حقًا أنكروا و أطلقوا التُهم بأن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم سحر القمر أو سحرهم بل وصل بهم الأمر أنهم ذهبوا ليسألوا من لم يكن في هذا الجمع إن كانوا شاهدوا انشقاق القمر حقًا فلما أكدوا لهم ما زادهم إلّا طُغيانًا و كفرًا و إنكارًا و جحودًا و بقوا على تعنّتهم ناعتين الموقف بالسّحر المستمر، فقال الله سبحانه وتعالى واصفًا حالهم:
﴿وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ ﴾ [ القمر: ٢ - ٢ ]
تَعذّر الدّليل العلميّ
لم يتم لحد الآن التوصل إلى دليل علميّ موثق يؤكد انشقاق القمر و هذا قطعًا لا يؤثر على صدق الآيات و الأحاديث و صحتها .
أمثلة للتوضيح
هل يستطيع أحد أن يثبت علميا أن موسى عليه السلام ألقى العصى فتحولت إلى ثعبان
أو أن المسيح عليه السلام أحيى الموتى و عالج الأكمه و الأبرص
لذا فتقديم ما صحَّ من نقلٍ على العقل ليس تغييبًا للعقل و إنّما لتَعذّر العقل و الحواس عن إدراك كنهها و ذاتها:
قال تعالى:﴿ وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةٗ فَظَلَمُواْ بِهَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفٗا ﴾[ الاسراء : ٥٩ ]
لذلك جعل الله تعالى القرآن الكريم المعجزة الباقية إلى أن يرفعه الله عز و جل إيذانًا بقرب يوم القيامة
جعلنا الله وإياكم هداة مهديين لا ضالين ولا مضلين