ما هي أهم ضوابط وقوانين الإرشاد النفسي؟

سأقدم لك أهم القوانين التي من خلالها يتم ضبط عملية الإرشاد النفسي، والتي على كل مرشد نفسي فهمها جيدًا وتطبيقها في أثناء عملية الإرشاد:

من خلال تطبيق هذا القانون المرشد النفسي لا يتقبل النظرة الأولى المتكونة عن الحالة، إذ لا بدَّ أن يبتعد عن الحتمية أو الجبرية، حتى لا يتعامل مع العميل بناءً على ما لديه من معتقدات، ومبادئ، وقيم، متجاهلًا المشاعر، والميول، والرغبات، التي يراها العميل نفسه، فالحياد اتجاه الطبيعة الإنسانية أمر مطلوب، ولا يمكن إصدار الأحكام أو توجيه التهم، فالإرشاد النفسي وسيلة لمساعدة الآخرين عبر المرشد النفسي.

هذا القانون يسمح بضبط عملية الإرشاد النفسي من خلال فهم أنَّ كل سلوك قابل للتغير والتعديل، فالثبات في السلوكيات أمر نسبي وخاضع لعوامل قاهرة تمنع تغيره، وعليه يتعامل المرشد النفسي مع العميل بناءً على السلوك الظاهر وما يخفيه من مكنونات ومكونات للشخصية والمفاهيم الذاتية عن النفس.

وهنا على من يقدِّم الإرشاد النفسي أن يدرك رغبة العميل في ممارسة حريته، ورغبته في تغير السلوك من عدمه، إذ إنَّ الإجبار في هذا المجال خصيصًا سبب في إيجاد الآثار الإيجابية على مختلف جوانب النمو الإنسانية.

إظهار المنطقية والعقلانية من أهم قوانين الإرشاد النفسي، إذ إنَّ استخدام الأسلوب الخيالي الخالي من البراهين والدلائل سبب في إضعاف العلاقة ما بين المرشد والعميل، مما يتسبب في فقدان الثقة وتوقف عملية الإرشاد لعدم الشعور بالأمن والمصداقية.

على كل من يقوم بعملية الإرشاد النفسي أن يتحصن بعدد من المبادئ والقيم، وأهمها القيم الأخلاقية التي تكون جزءًا من المرشد، والمتمثلة بالأمانة، والصبر، والحنو، والشفقة، والتقبل، والاحترام.

الإرشاد النفسي على الرغم من تشابه مظاهره الخارجية إلا أنَّه مختلف في الأعماق، وعليه لا بدَّ أن يتعمَّق مقدِّم الخدمة الإرشادية بكل ما لدى العميل من تفاصيل ليراعي الفروق الفردية ضمن عملية الإرشاد، ويقدم النصح المتسق معه والمتوافق مع كل ما لديه من عوامل بيئية، ونفسية، واجتماعية، واقتصادية.