عندما ننظر إلى الكرة الأرضية من الفضاء نرى مزيجا من الألوان الأزرق والبني أو الأخضر (الماء واليابسة)، وعلى الرغم من أن اليابسة لا تشكل أكثر من 30% من المساحة الكلية لسطح الأرض إلا أنها الميدان الرئيسي لكل نشاطات الإنسان؛ فهي مصدر المنتجات الزراعية والمعدنية والحيوانية. ويشكل الماء الذي هو مصدر الحياة 70% من المساحة المتبقية.
واختلف الباحثون في تفسير نشأة الماء واليابسة على كوكب الأرض وذلك لأن نشأة الأحواض المحيطية حدثت منذ أزمنة جيولوجية بعيدة وليست هناك أدلة مؤكدة يمكن أن ترشد الباحثين؛ لذلك كان الاعتماد في تفسير نشأة الماء واليابس على خيال الباحث ورؤيته.
تشير بعض النظريات إلى أن مصدر الماء الموجود على سطح الأرض ناتج عن اصطدام المذنبات والنيازك الغنية بالماء من خارج حزام الكويكبات بكوكب الأرض وهو ما جلب البحار والمحيطات للعالم، ومن الممكن أن يكون مصدر جزء من هذا الماء مصدر حيوي من خلال تفاعلات الأكسدة والبناء الضوئي.
أما عن تشكل الماء واليابسة فإن أشهر النظريات في هذا السياق هي نظرية فيجنز وهو عالم ألماني أشار في نظريته إلى أن قارات العالم الموجودة حاليا كانت في السابق عبارة عن كتلة واحدة متماسكة تحيط بها المياه من كل جانب تسمى بنجانيا، ثم بدأت هذه الكتلة بالتصدع والانقسام إلى كتلتين، اتجهت إحدى الكتل إلى الشمال وعرفت باسم لوراسيا والأخرى اتجهت للجنوب وعرفت باسم جندوانا.
وفي المرحلة الأخيرة انقسمت كل من لوراسيا وجندوانا إلى عدة كتل وبدأت في التباعد فيما بينها حتى وصلت إلى شكلها الحالي، واعتمد فيجنز في نظريته على التشابه بين الساحل الغربي لأفريقيا والساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية.
ويلاحظ أن مساحة اليابسة في النصف الشمالي أكبر من مساحة اليابسة في النصف الجنوبي، وأن نصف الكرة الأرضية الشرقي يحتوي على قارات أكثر من نصفها الغربي؛ كما نلاحظ أن اليابسة تحيط بالقارة المتجمدة الشمالية بالكامل بينما القارة القطبية الجنوبية فهي محاطة بالكامل بالماء فتوزيع الماء واليابسة غير منتظم.
وهذا الاختلاف في توزيع الماء واليابسة أدى إلى اختلاف الأقاليم المناخية وخصائص النباتات والحيوانات على سطح الأرض.