كانت طبيعتنا كبشر موضوع تتحدث به الفلسفة طوال الوقت، و توارثت وتداولت بين كبار الفلاسفة من أمثال أفلاطون وسقراط، حيث بحثوا في طبيعة الوجود الإنساني. أما العلماء، فدخلوا هذا المجال بعد إيجادهم للحفريات وخروجهم بالبراهين العلمية حول الخصائص البشرية.(١)
وعلى الرغم من وجود الكثير من التشابهات بين البشر والحيوانات بشكل عام والثدييات بشكل خاص، وبالذات حيوان الشمبانزي، إلا أن الاختلافات تكاد تكون أكثر. وهذا بالإضافة إلى أن الاختلافات هذه كان لها كثير الأثر على الإنسان مما أعطاه قدرات لا يستطيع الحيوان امتلاكها.
من الأمور الجسمانية التي لا تملكها الحيوانات هي اليدين. يتميز جسم الإنسان بامتلاكه يدين يعوّل عليها بكثير من الأعمال، بينما تملك أغلب الحيوانات وبخاصة الثدييات أربع قوائم تستند بشكل كامل عليهما، في حين أن للإنسان القدرة على التوازن بشكل كامل ومستقيم على قدميه فقط. ثم إن هذه الاستقامة والقدرة على استخدام اليدين ما كانت لتكون لولا استقامة الظهر الذي يتميز به الإنسان. ثم الكتف الذي يعتبر عنصر مرن بالنسبة لباقي الكائنات. وأيضًا جسد البشر الذي يخلو غالبيته من الشعر بعكس الحيوانات التي تغطي أجسامها الشعر، والفرو، والوبر، والحراشف، والصدف… إلخ.
من الخصائص المميزة التي يمتلكها الإنسان أيضًا هي سمات وجهه الفريدة. في حين أن الكثير من الحيوانات تتشابه فصائلها بسمات الشكل ويصعب التفريق بينها، إلا أن الإنسان دائما ما يملك ما يميزه عن الإنسان الآخر، فيكون التفريق سهلًا يسيرًا. ثم الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يملك جسرًا يغطي أنفه، غير أن هذا الجسم يمكّن الشخص من حمل النظارة، إلا أنه يغطي فتحات الأنف ويحميها.
تتشارك الكائنات أغلبها بامتلاك نفس أعضاء الجسم الداخلية، ومع أن هناك فروقًا تُذكر إلا أن أهمها هي الحنجرة. إن الحبال الصوتية والحنجرة والجيوب الأنفية هي من أكثر الخصائص التي تميز الإنسان، إذ أن بإمكانه تشكيل الأصوات بشكل معين مما ساعد في تشكيل اللغة وتطويرها وتغيير النغمة والغناء على عكس الكائنات الأخرى.
أما فيما يخص عمر الإنسان فهو من أطول الكائنات عمرًا تقريبًا، ويمتلك أطول فترة طفولة تصل إلى 15 سنة. ثم إن النوع البشري رغم انقطاع أنثاه عن الحمل عند عمر الأربعين عامًا إلا أنها تبقى على قيد الحياة، في حين أن أنثى الحيوانات تستمر بالتكاثر حتى الموت.
وأخيرًا الميزة الأهم؛ وهي امتلاك العقل. بينما تمتلك أغلب الكائنات أدمغة تتراوح أحجامها من كائن إلى آخر، إلا أن الإنسان يملك إلى جانب ذلك العقل الذي يحمل الأفكار والمعتقدات والوعي والإدراك. لذا هو الكائن الوحيد الذي يختار عقيدته الدينية، ويدرك الموت، ويعمل على أن يحظى بمستقبل مناسب.
إن هذه الفروقات عديدة ولها تفصيلات كثيرة ويطول شرحها، لكن أينما نظرنا في الكائن البشري نجده وكأنه الأكثر كمالًا على وجه الأرض، ومهما حاولنا إخضاعه لنظريات التطور إلا أن هناك دائمًا ما يشعرك بالفرق الكبير بينه وبين الكائنات الأدنى منه.
نهايةً؛ هل كنت تعلم سابقًا أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي تحمرّ وجنتاه عن الخجل؟
84 مشاهدة
