بعد مشاهدة خمس مواسم، وحلقة خاصة بالكريسماس، وفيلم Black Mirror, فإنه لا شك لدي أن هذا المسلسل كان يستحق الرواج الذي حصل عليه في الفترة الأخيرة، فما يميز هذا المسلسل أنه يتناول تفاصيل معينة في كل حلقة، مع تركيزه على الموضوع الأساسي وهو التكنولوجيا.
شاهدت هذا المسلسل ولم أكن أعرف ما يحتويه ولم أقرأ حتى قصته، ولن أكذب بأنني فكرت في التوقف عن المشاهدة بعد الحلقة الأولى -التي لم تكن بهذه الجودة العالية- إلا أنني غيرت رأيي بعد إنهائي للموسم الأول ورأيت أنني أشغل حلقة تلو حلقة بلهفة عالية مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأحداث لا تتبع بعضها البعض في الحلقات.
وقد نالت بعض الحلقات أعجابي فمثلاً حلقة White Christmas التي لفتت انتباهي أن هذا المسلسل يقوم باستخدام الممثلين أكثر من مرة خلال أجزائه رغم نجاحه الكبير، ولا يمكنك فعلياً معرفة الممثلين فليس بينهم أسماء كبيرة ونجوم معروفة، ولكن هذه الحلقة تمييزت بالطريقة الجميلة لأخبار القصة وبالتغيير الغير متوقع للأحداث الذي يتركك مصدوماً تفكر في ما قد شاهدت للتو.
ومع هذا فتبقى حلقة Smithereens هي حلقتي المفضلة في هذا المسلسل، تتبع الأحداث قصة رجل يائس يوقع باللوم على أكثر اللحظات المأساوية في حياته على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه هي القصة البسيط، التي وظفها المسلسل في صنع حلقة تبقي الحماس مرتفعاً للمشاهد.
وبالرغم من أن هذه الحلقة مبنية حول رهينة مختطفة، إلا أنها لا تفشل أبداً في تقديم الأحداث، حيث تقوم بطرح فكرتها بشكل مثالي بالنسبة لي، حيث تطرح الفكرة من الجوانب الأخرى والمؤثرات التي وضعت بطل الحلقة في هذه الحالة اليائسة، وتشعر بالألفة اتجاه رسالة هذه الحلقة التي تحذر من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، لأن العديد من الناس في أيامنا هذه يعانون من نفس الحالة، بل أنك تستخدم هاتفك لمشاهدة الحلقة حتى وهذا وحدة جنوني.
ليست هذه الحلقات الوحيدة التي أعجبتني بل أنني أحببت العديد من الحلقات الأخرى لأفكارها المثيرة للجدل والتي تجعلك تفكر بالمستقبل بكثرة، ولطرق عرضها السينيمائية المبهرة أيضاً، ومع هذا فإن أكبر خيبة أمل لي كانت عندما شاهدت الموسم الخامس فهذا الموسم كان الأسوأ على الإطلاق ولم تعجبني فيه أي حلقة، وهذا لا يعني أنني لن أعود للمسلسل في حال طرح موسم سادس، بل سأشاهده على الفور وهذا من خصائص هذا المسلسل لأن الحلقات لا ترتبط ببعضها البعض فيمكنك مشاهدة أي حلقة مباشرة دون الحاجة إلى مشاهدة الحلقات التي تسبقها.
39 مشاهدة
