هنالك العديد من الأمراض التي من الممكن أن تصيب الأسنان والتجويف الفموي، فعالم الأمراض الفموية والسنية يحمل في طياته موسوعة كبيرة من الكائنات والأحياء، كعالمٍ موازي يخفي الكثير من التفاصيل بداخله، هذه الأمراض عادةً ما تؤثر على الوظيفة، و شكل المنطقة المصابة؛ لكن في بعض الأحيان يكون تأثيرها غير مؤلوف وأقرب للغرابة.
يختلف مفهوم الغرابة برأيي بحسب شيوع المرض و انتشاره، و تكرر رؤيته في عيادات الأسنان فمن الممكن ان تعتبر بعض الحالات غريبة في مجتمعك و تكون مألوفة في المجتمعات الأخرى.
عادة ما يعتبر مرض
( Dentinogensis imperficta) من الأمراض الغريبة في اغلب المجتمعات، فهو عبارة عن اضطراب وراثي يؤدي الى تكون العاج بشكل غير طبيعي، العاج هو طبقة مهمة مكونة للسن، وهذا الاضطراب يؤدي الى خلل في النسيج العاجي الذي يؤدي إلى جعل الأسنان شفافة و يغير لونها إلى اللون الأزرق-الرمادي في معظم الحالات ، أو اللون الأصفر-البني في حالات أخرى ، مما يعطي الأسنان منظرًا غميمًا، تكون الأسنان هنا أضعف من الطبيعي و أكثر عرضةً للاهتراء و الكسر و الفقدان، و هذه المشكلة تؤثر في الأسنان اللبنية و الدائمة.
تعتبر الأمراض التي تؤثر على شكل الأسنان بشكل جوهري بحيث يصبح أقرب الى شكل حبة التوت من الأمراض الغريبة والغير مألوفة أيضاً، ومصاحبة لأعراض غير طبيعية مثل حالة (mulberry molars ) ، وتعتبر هذه الحالة من الحالات سنية المرتبطة عادةً بمرض الزهري الخلقي ، وتتميز بتكوينات مينا بدائية متعددة مدورة على الأضراس الأولى الدائمة. أضراس التوت هي أضراس دائمة معيبة شكلاً، مشوهة بسبب مرض الزهري الخلقي، و يمكن إصلاحها تجميليًا بالتيجان أو الجسور.
ان علم الأمراض يعتبر علماً واسعاً يحمل في طياته العديد من الحالات الغير مألوفة أو الغريبة
برأيي ان كل ما يثير استغرابنا الآن يوجد خلفه مجموعة من العوالم الخفية التي كلما اقتربنا من حل ألغازها رسمت لنا علامات إستفهام جديدة، مما يدفعنا الى البحث والاكتشاف محاولين كسر مفهوم الغرابة و إيجاد حلول فعالة تقودنا الى الشفاء.