لابد أنك تعاملت في مرحلة ما في حياتك مع شخص متعصب لرأيه سواء كان بموضوع معقد كالسياسة أو بسيط كإختيار لون كنبة غرفة المعيشة. ترتبط هذه المشكلة بوظيفة الدماغ الرئيسة بحمايتنا من الخطر، فإذا تعرض الدماغ إلى أفكار تعارض معتقداته يتعامل معها بشكل شخصي، فيقوم الشخص بالدفاع عن أفكاره بشراسة كطريقة لدفع التهديد الذي تعرض له شخصه. هذا يعني أننا جميعنا نمتلك مواضيع معينة وأراء نرفض تغييرها ومناقشتها.
لكن بعض الأشخاص يأخذ موضوع التعصب لمرحلة أخرى؛ فيتصرف بطريقة متغطرسة وكأنه يعلم كل شيء، والأسوء من ذلك عندما يحاول ذلك الشخص أن يجبرك على الاقتناع والإيمان بأفكاره ومعتقداته.
للتعامل مع هذا النوع من الأشخاص يجب عليك محاولة استيعاب هذا الشخص، ففكر بنوع الحياة والظروف الصعبة والإهمال الذي تعرض لها هذا الشخص ليصل لهذه الحالة؛ فالأشخاص الذين يمتلكون شخصية عنيدة ومتغطرسة يتخذون التعصب بالرأي كوسيلة دفاع عن أنفسهم ولوضع حاجز حولهم، هذا الحاجز يمثل الخوف وقلة الثقة بالنفس والحساسية التي يمتلكونها بداخلهم.
فمحاولتك لحل مشكلة تعصب شخص ما لرأيه باستخدام نفس أسلوبه ستنتهي بفشل ذريع. يجب استخدام بعض الاستراتيجيات التي تشعرهم بالاسترخاء الكافي في حال رغبتك بمناقشتهم أو لأن تضع لهم حدًا لاحترام رأيك:
1 – اصنع الحدود بطريقة دبلوماسية: عندما يحاول شخص ما إجبارك على الاقتناع برأيه أو يعطيك رأيه حتى لو لم تطلبه، قم باستخدام جمل تبدأ بـ"أنا" أو بالضمائر التي تعود على الشيء المنتقد؛ على سبيل المثال إذا أراد شخص إعطاؤك رأيه عن اللون الذي اخترته لتصميم مشروعك، بإمكانك قول "أنا أفضّل استخدام هذا اللون" أو "هذا اللون مناسب لفكرة مشروعي".
لزيادة قوة الجملة وتمكين عدم رغبتك بسماع رأي الشخص عن قراراتك استخدم الشكر بنهاية الجملة؛ فمثلًا "أنا سعيد بالطريقة التي يتناسق بها اللون مع فكرة المشروع، شكرًا لك!" أو "هذا النهج من التعامل مع المشروع يناسبني، شكرًا!" أو "أنا مهتم بإنجاز الأمور بالطريقة التي أراها مناسبة، لكن شكرًا لك!".
قم بتجنب استخدام الجمل التي تحمل فيها مواجهة وانتقاد للشخص الذي يطرح رأيه؛ فهذا سيدخله في حالة الدفاع عن النفس، مما سيزيد الأمر سواءً. فمثلًا لا تقول "أراؤك غير مرحب بها" أو "يا فلان، لا اتفق مع رأيك" أو "أنت يا فلان تتجاوز حدودك" أو "أنت تمتلك رأي يتخلله العيوب".
2 – قم بتغيير الموضوع: في حال فشل الطريقة الأولى واستمرار الشخص المتعصب بطرح رأيه والاصرار عليه، قم بتغيير الموضوع؛ فسأله عن موضوع مختلف تعلم أنه يستمتع أو يهتم بالحديث عنه، فمثلًا اسأله عن حال جدته المريضة أو عن العشاء الذي شارك صوره على مواقع التواصل الإجتماعية.
إذا كنت تجلس في مجموعة، قم بطرح سؤال وفتح موضوع مع أحد الجالسين، أو إذا كنت برفقة صديق يفهم تلميحاتك، قم بطرح سؤال عليه وغيروا الموضوع معًا.
3- افهم وجهة نظره: في بعض الأحيان من المهم أن تحاول فهم وجهة نظر الشخص المتعصب. حاول أن تسأله عن السبب وراء رأيه بطريقة لطيفة تحمل في ثنياتها الرغبة بفهمه لا مجادلته؛ فحسب الموضوع السابق بإمكانك طرح سؤال "أنا مهتم بمعرفة وجهة نظرك بإختيار هذا اللون لمثل هذا المشروع؟"، لربما يجيبك بأنه قام سابقًا بالعمل على نفس هذا المشروع، واختياره للون الذي يقترحه عليك لاقى نجاحًا باهرًا، فمن الممكن أن تستفيد من المتعصب إذا قمت بإدارة محادثتكم بشكل صحيح.
4 – امشِ بعيد، واترك مسافة بينكم: إذا فشلت جميع الأمور السابقة واستمر الشخص بالتعصب برأيه ورفض احترام أراء غيره، اخبره أنك تحتاج أن تذهب، أو تجنب الاحتكاك به سواء لوحدك أو مع مجموعة. صحتك النفسية وراحتك ووقتك أهم من أن تتمسك وتحاول إقناع كل شخص رأيه مخالف عن رأيك.
للمزيد قم بزيارة المراجع الأتية: