ربما ستستغرب هذه المتلازمة كما استغربتها أنا عندما قرأت عنها للمرة الأولى، واعتقد أن السبب يتعلق باسمها في المقام الأول.
تُدعى هذه المتلازمة بمتلازمة أليس في بلاد العجائب. هل يبدو الإسم مألوفًا؟ نعم إنه ذات الإسم إلا أن هذا اسم لمتلازمة حقيقية تصيب ما نسبته 10 - 20% من السكان بالعالم. لكن هذه المتلازمة ليس بالحالة الدائمة، إذ أنها تصيب الشخص في أحد مراحل حياته، ويمكن أن تتكرر لمرات أخرى قليلة لؤلائك المتأثرين بها.
تتميز هذه الحالة بشكل رئيسي بشعور مؤقت لدى المريض بـ dystrophism، وتعني هذه الكلمة في القاموس الطبي "الإعوجاج أو التشويه". ولا ترتبط بهذه الحالة أي نوع من العجز.
تختلف توصيفات المصابين بهذه الحالة، إلا أن مجموعة منهم استطاعت الاتفاق على مجموعة معينة من الصفات. يصف المصاب حالته بشعوره بأن الأمور من حوله تصغر، أو إنها تكبر بينما لا يحدث شيء مباشر لجسده. والبعض شعر بتشوهات في الإدراك البصري، فتراهم يشعرون أن الأشياء الثابتة من حولهم تتحرك.
يعتبر مرضى الصداع الشديد، والشقيقة، ورم الرأس من البالغين هم الفئة الأكثر احتمالًا للإصابة بهذه الحالة. أما فيما يخص الأطفال الذين يمرون بهذه المرحلة؛ يُحتمل أن يصابوا بمرض الشقيقة عندما يكبرون. أما في عمرهم هذا؛ فيُلاحظ اصابة 50% منهم بالإنتان. (أما الإنتان فهو مرض خطير يصاب به الطفل نتيجة عدوى جرثومية وظهور جراثيم في الأنسجة والدم مما يتسبب في تعفن الدم).
الأمر المهم في هذه المتلازمة أن أعراضها وحدوثها لا يعني أي بداية لحدوث مرض عقلي أو مرض وعائي دماغي. وهي أيضًا لا تشكل دائمًا اشارة لوجود أمراض عصبية. إنما إن كانت الأعراض دائمة الحدوث والمتلازمة تتكرر بكثرة؛ فإن ذلك قد يعني إشارة للإصابة بمرض الفص القفوي، أو التسمم بمادة بإمكانها التأثير على الجهاز العصبي المركزي.