الحياء خلق عظيم وهو شعبة من الإيمان كما ورد في الحديث " والحياء شعبة من الإيمان "، وجاء في الحديث الاخر " الحياء هو الإيمان " ، وفي حديث أخر " الحياء خير كله " .
وقد وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أنه كان أشد حياءً من العذراء في خدرها .
ومن نماذج حيائه من الله ما حصل في رحلة المعراج لما فرض الله عليه خمسين صلاة ، فطلب منه موسى أن يرجع إلى الله ويطلب منه التخفيف ، ففعل فخففت عشراً ، ثم أمره موسى بطلب التخفيف مرة أخرى ، وهكذا حتى بلغت خمس صلوات ، فلما أمره موسى أن يسال ربه مزيد تخفيف ، قال عليه السلام "لقد استحييت من ربي "، يعني من تكرار مراجعته وطلب التخفيف منه .
وفي موقف آخر لما دعا رسول الله الصحابة إلى وليمة زينب بنت جحش رضي الله عنها ، فجلس بعض الصحابة في بيته يتحدثون فأطالوا الجلوس، حتى أحرجوا رسول الله فدخل وخرج ، واستحيا أن يطلب منهم الخروج من بيته ، ولميرجع حتى خرجوا من بيته ،وأنزل الله في هذه الحادثة آية الحجاب في سورة الأحزاب وفيها " إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم ولا يستحيي من الحق " .
ومن حيائه عليه السلام لما جاءته امرأة تسأله سؤالاً في طهارة المراة من الحيض فأخبرها ، فسألته كيف تتطهر به ، فاستحيا رسول الله من جوابها حتى ستر وجهه بثوبه وقال سبحان الله ، فأخذتها عائشة فعلمتها .
ومن حيائه أنه كان لا يسأل شيئاً إلا أعطاه لمن سأله فلا يرد سائلاً .
ومن حيائه عليه السلام انه كان يكره أن يواجه أحداً بما يكره ويزعجه ما لم يكن معصية ، بل إما أن يعرض له تعريضاً أو يأمر بعض الصحابة أن ينبهوه على ذلك .
ولكن حياء نبينا لم يكن يمنعه قط من الانتصار لدين الله أو إنكار المنكر .
والله أعلم