حفظ متون العلم بحاجة إلى اجتماع أسباب لتعين على ذلك :
1. إخلاص النية لله تعالى في هذا الحفظ ، فلا تكون نيته المباهاة وصرف أنظار الناس إليه ، وإنما القربة إلى الله ، فمن علم الله منه صدقا وإخلاصا ، أعانه ووفقه ، والأمر كله بيد الله من قبل ومن بعد .
2. اختيار المتن الصحيح المناسب في الفن و لمن هم في عمرك و درجتك في طلب العلم ، وهنا لا بد من الاستعانة بمن هم أعلم واستشارتهم وطلب نصيحتهم ، لأن بعض المتون قد تكون مغلقة وصعبة ، وبعضها قد تكون ليست كبيرة الفائدة وبعضها أكثر فائدة وأكثر جمعا للمسائل في بابه ، أو هو المتن المعتمد ، فالواجب على طالب العلم أن يصرف جهده في الأولى فالأولى.
3. التدرج بأن يبدأ بالأسهل فالأسهل ، وذلك حتى يتحمس عندما يشعر نفسه أنجز وتقدم 4. يحاول أن يجد شيخا يسمع له أو طالبا يتنافس معه فهذا مما يرفع الهمة وهو وجود المنافسة أو من يتابع ، بعكس من يعتمد على نفسه فقط ، لأنه إذا فترت همته لم يجد من يشجعه ويحثه.
5. اختيار المكان المناسب والزمان المناسب للحفظ ، وهو ما كان بعيدا عن الشواغل والناس ، بحيث يجمع فكره وهمه في الحفظ .
6. تخصيص وردا يوميا للمراجعة فهذا ضروري حتى لا ينسى ما حفظه .
7. هناك بعض الأطعمة ذكر العلماء أنها تعين على الحفظ وتقوي الذاكرة مثل الزبيب فلو تناولتها فهو حسن .
8. الابتعاد عن المعاصي والتوبة منها ، فالمعاصي تضعف الحفظ وتذهب بركته ، وقصة الشافعي مع شيخه وكيع معروفة مشهورة .
وأعطيك تجربة لي في حفظ أحد متون الأحاديث حيث كنت أحفظ في اليوم عشرة أحاديث فقط ، وفي اليوم التالي أراجع ما حفظته قبل أن أحفظ الجديد ، وفي اليوم الثالث أراجع ما حفظته في اليومين السابقين وهكذا حتى أنهي الباب كباب الطهارة ، فإذا شرعت في باب جديد لم أترك مراجعة ما قبله ، فلما اجتمع من الحفظ مجموعة كبيرة /، جعلت برنامجي حفظ العشرة ، مع مراجعة خمسين حديثا في اليوم ، وبقيت في هذا المتن 6 شهور تقريبا ، فما انتهيت منه إلا وقد مكنته بحمد الله ومنته .
والله اعلم