ما هي أسس بناء المجتمعات وكيف ناقشتها الأديان السماوية

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
من أهم الأسس التي تقوم عليها المجتمعات عموما هي أربعة أسس هي :
أولاً : الأساس الديني.
ثانياً: الأساس العلمي
ثالثاً : الروحانية والتزكية
رابعاً : الروابط الاجتماعية.

- ولو عدنا إلى جميع الأديان السماوية لوجدناها ركزت على هذه الأسس الأربعة فجميعها قد دعى إلى الدين والإيمان بالله وحده وترك عبادة من سواه من الأمور الشركية .

- كما دعت جميع الرسالات السماوية إلى العلم وحاربت الجهل والخرافات والأساطير .

- كما ركزت على النفس البشرية من حيث تزكيتها وتربيتها وتخليها عن الأخلق الرذيلة وتحليها بالأخلاق الحسنة الجميلة .

- وكذلك ركزت على الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد .

ولقد الدين الإسلامي على كونه خاتم الرسالات السماوية على هذه الأسس وغيرها من خلال المبادئ السامية التالية :
أولاً : أن أهم أساس لبناء أي مجتمع هو المعتقد الديني والمبادئ التي يحملها أفراد ذلك المجتمع - لذلك كانت من حكمة الله تعالى في الأقوام السابقة وفي هذه الأمة أن يرسل الرسل والأنبياء بعقيدة صافية نقية طاهرة من عند الله تعالى تدعوا إلى الفضيلة والمكارم والوحدة والقوة وبناء مجتمع سليم من الآفات والانحرافات النفسية والفكرية والعقدية والسلوكية .
ثانياً : إن بناء أي مجتمع بناءً إيمانياً عملياً منظماً لا بد أن ينبع من داخل النفس ومن الرقابة الذاتية ، وأن نزيل ما في هذه النفس من خرافات وبدع ومفاهيم مغلوطة وتصورات خاطئة عن الإنسان والحياة والكون وقبلها عن الدين . لأن الرقابة الاجتماعية لا تنجح ما لم يسبقها معالجة داخلية ورقابة ذاتية للفرد على نفسه .

ثالثاً : أن الإسلام نظام اجتماعي يدعو إلى ارتباط الشخص بالآخرين ، وجاء موافقاً لطبيعة الإنسان ( فالإنسان مدني بالطبع ) كما يقول المؤرخ إبن خلدون في مقدمته .

رابعاً : ولو نظرنا إلى التشريعات الإسلامية وفرائض الإسلام لوجدناها تدعو إلى الاجتماع والتآلف والتحابب والتقارب بين أفراد المجتمع الواحد مثل : (صلاة الجماعة ، وصلاة الجمعة ، وصلاة التراويح في رمضان ، وصلاة العيدين ، والحج والعمرة) فجميه هذه الشعائر هي عبادات جماعية وليست فردية .

خامساً :
ولو نظرنا إلى ركن الزكاة خاصة لوجدنا الهدف الأساسي منه هو المحافظة على تماسك المجتمع وتكاتفه ورحمة الفقير فيه .

سادساً :
بل جعل الإسلام وحدة الأمة هو سر قوتها ونهضتها وتماسكها وانتصارها على عدوها ، فقال الله تعالى :  وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) سورة الأنفال (46) .

سابعاً : وفي نفس الوقت نهى الإسلام عن العنصرية والفوقية والمذهبية والطائفية بل قرر أن المسلمين كلهم سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي وعجمي ولا بين أبيض واسود ولا بين جنسية وأخرى إلا بالتقوى فقال سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات (13)

ثامناً : كما نهى الإسلام عن التشبه بالكافرين وتقليدهم تقليداً أعمى من غير تفكير ولا رويّة ، وأن نكون أمة متميزة في تفكيرها وثقافتها ومستقلة في قرارتها وحياتها .

تاسعاً : كما دعى الإسلام جميع أفراد المجتمع أن يكونوا فاعلين إيجابيين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر ،ونهى عن الكسل والخمول ، وحث على الحركة الدائمة في خدمة المجتمع فجاء في الحديث الصحيح : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ)رواه مسلم.
وورد في حديث آخر قول النبي صلى الله عليه وسلم :"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".