بالنسبة لأسباب نزع الحياء كثيرة منها:
أولاً: ظلم الإنسان لنفسه بترك الفضائل وفعل الرذائل، وظلمه للناس بأكل حقوقهم والاعتداء عليهم.
ثانياً: قلة الإيمان بالله تعالى، ففي الحديث الصحيح الذي يرويه الحاكم في المستدرك عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر".
ثالثاً: عدم الحياء من الله تعالى: ولهذا نجد التأكيد النبوي على خلق الحياء، بقوله صلى الله عليه وسلم قال: «استحيوا من الله حق الحياء». قالوا: إنا نستحيي يا رسول الله. قال: «ليس ذلكم. ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى. ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» أخرجه الترمذي.
- وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت» [رواه البخاري].
رابعاً: فعل الفواحش والنكرات، فعن سلمان الفارسي- رضي الله عنه- قال: "إن الله إن أراد بعبده هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً. فإذا كان مقيتاً ممقتاً نزع منه الأمانة، فلم تلقه إلا خائناً مخوناً. فإذا كان خائناً مخوناً نزع منه الرحمة، فلم تلقه إلا فظاً غليظاً. فإذا كان فظاً غليظاً نزع ربقة الإيمان من عنقه، فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه، لم تلقه إلا شيطاناً لعيناً ملعناًَ".
أما مظاهر نزع الحياء فيمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
أولاً: العري التبرج والسفور: فالتبرج الذي نراه في جامعاتنا وأسواقنا وشوارعنا يدل على قلة حياء المرأة المسلمة وضعف دينها وتربيتها.
وأي فتاة أو المرأة تعودت على عدم الاحتشام فقد فقدت حياءها واستهانت بإخراج أجزاء من جسمها. وعلى هذا نرى من الأسف أن الصغيرات يلبسن ملابس ليست من الحياء في شيء، فتنشأ وقد اعتادت على أن تخرج نحرها وصدرها وتكبر على ذلك، والحياء إذا ذهب لا يعود.
ثانياً: ومن مظاهر نزع الحياء كثرة الاختلاط بالرجال: سواءًَ في الأسواق أو الأماكن العامة أو المحادثة بالهاتف؛ فيزول الحياء وتنزع هيبة الرجال من قلبها، وربما جرها الأمر إلى ليونة الحديث والخضوع بالقول وما ينجر إليه.
ثالثاً: متابعة الأفلام والمسلسلات ومشاهدة القنوات الفضائية والدخول على المواقع المشبوهة في الشبكة العنكبوتية: حيث يهون رؤية المرأة عارية ومتفسخة من الحياء، ويهون رؤية الرجل والمرأة في أوضاع مزرية.
رابعاً: ومن المظاهر كذلك أن تقوم المرأة بخلع ثيابها في محلات الأزياء: حيث انتشرت هذه الظاهرة وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله "ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها" [رواه أبو داود].
خامساً: ذهاب النساء إلى الصالونات التي يعمل بها ذكور (مصفف شعر) والذهاب إلى محلات التجميل وإخراج أجزاء من الجسم لإزالة الشعر: خاصة من مناطق العورة المغلظة!!
سادساً: سفر المرأة بدون رقيب أو حسيب وبدون محرم، فتضطر إلى محادثة الرجال، وربما الخلوة بهم.
سابعاً: الكلام مع الرجال بالهاتف: وما تجُرُّ إليه من فحشٍ في الكلام، وربما تطور الأمر بين الشاب والفتاة إلى ما لا تحمد عقباه.
ثامناً: كثرة خروج المرأة من البيت دون حاجة مما يعرضها إلى التساهل في الحجاب ومحادثة الرجال، ومزاحمتهم والتعرض إلى تحرشاتهم وأذاهم.
- ومن هنا يجب على المسلم أن يبتعد عن كل أسباب الحياء وعن مظاهره، وأن يتسلح بخلق الحياء الذي لا يأتي إلا بخير، وليكن قدوته النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أشد حياء من العذراء في خدرها.