تشير د. راشمي براكاش اخصائية الطب النفسي إلى أن الطفل الرضيع قد يواجه الخوف لعدة أسباب وهي:
1- الأصوات العالية والمفاجئة؛ قد يشعر الطفل الرضيع بالخوف نتيجة تعرضه لمثير صوتي مرتفع ومفاجئ وحسب الدراسات فإن الصوت العالي والمفاجئ قد يكون سبب في زيادة نسبة التوتر والقلق. فوجود الطفل في بيئة هادئة ثم تعريضه لمثير ذو صوت مرتفع وعالي سبب بأن يشعر الطفل بتغيرات على البيئة من حوله تستدعي الخوف وعدم الشعور بالراحة ولأن الطفل في مرحلة الرضاعة غير قادر على تحليل ومعرفة مصدر الصوت ومعنى الصوت قد يظهر سلوكيات البكاء وقد تستمر معه لفترة من الزمن في حال عدم التعامل معه بطريقة صحيحة من قبل الأمن وطمأنته، مثل حمله وضمه والحديث معه ليسمع صوت ونبرة الأم الهادئة التي تشعره بالهدوء والطمأنينة.
ويمكن علاج هذا الأمر عن طريق:
- التخلص من مصدر الصوت المزعج إن كان داخل المنزل، أو الابتعاد قدر الإمكان عن المصدر في حال عدم القدرة على التعامل معه وأبعاده.
- حمل الطفل والعمل على احتضانه وأشعاره بالحب والأمن.
- الحديث مع الطفل؛ مهما كان عمر الطفل الرضيع لا بد أن تتحدثي معه ليعتاد على صوتك وطريقة كلامك وحتى وإن كان الطفل غير قادر على فهم الكلام فإنه سيتمكن من الشعور بالاطمئنان نتيجة درجة ونبرة الصوت.
2- قد يخيف الطفل رؤية جسم كبير يلوح في الأفق فجأة في مجال رؤيتهم وإدراكهم البصري؛ فقد يخاف الطفل من مشاهدة بالون كبير الحجم أو مشاهدة الأشخاص الذي يرتدون الدمى برأس كبير، والسبب في هذا الأمر يعود لضعف قدرة الطفل الرضيع الإدراكية، حيث أن ما يراه أمامه هو أمر يستعدي الخوف لأنه أمر غير قابل للإدراك العقلي بأي طريقة كانت، والطفل الرضيع قد يكون معتاد على وجوده في بيئة منظمة ووجود مثل هذه المثيرات تعد كأمر غريب لا يقع ضمن محيطه البصري النمطي اليومي، مما يزيد من شعور الطفل بالخوف عند تعرضه للأجسام الكبيرة الحائمة أمام عينيه.
ويمكن علاج هذا الأمر:
- التخلص من الجسم الكبير في حال كان متواجد في بيئة الطفل كفعل أولى.
- في حال كان التخلص من الجسم الضخم أمر مستحيل يمكن احتضان الطفل وإبعاد بصره عن الجسم والعمل على تهدئته عن طريق الكلام.
- في حال كان الجسم الكبير في البيئة يمكن أن تضعه في الغرفة أو في مكان تواجد الطفل بحيث يعتاد عليه مرة تلو الأخرى وليتوقف ما لديه من خوف..
- يمكن بعد تواجد الجسم الكبير ضمن بيئة الطفل محاولة جعل الطفل يتفاعل معه عن طريق اللمس.
3- التعرض للغرباء؛ إن تفاعل الطفل الغريب مع أحد غريب يسبب له الشعور بالخوف وعدم الراحة وذلك نتيجة اختلافات بين الغريب والأم والأب تتعلق بالراحئة والصوت وطريقة التعامل، وبتالي قد يظهر الطفل سلوكيات بكاء في حال تم جملة من قبل شخص غريب حيث أن الاختلافات تعمل كمنبهات للطفل بأن هذا الشخص هو ليس الأم ولا الأب.
ويمكن معالجة الأمر عن طريق:
- حمل الطفل واحتضانه بالقرب من الشخص الغريب.
- جعل الشخص الغريب يداعب الطفل في حضن الأم أو الأب حتى يبني ثقة معه بطريقة آمنة.
- عدم ترك الطفل للغريب بطريقة مفاجئة، ففي حال الطفل تقبل الذهاب للشخص الغريب يمكن التخلي عنه وإعطائه له، لأن التخلي عن الطفل بشكل فاجئ قد يسبب له الشعور بالخوف وعدم الثقة والأمان.
- إعادة حمل الطفل بعد مداعبته من قبل الغريب ليشعر الطفل بأنه في أمان.
4- حدوث الانفصال عن الوالدين وهذا أكثر الأسباب انتشارًا لخوف الطفل الرضيع، ويظهر هذا الخوف لدى الطفل نتيجة تصرفات الأهل التي تتصف بعدم الأمن بالنسبة لطفل كترك الطفل مع أحد الٌأقارب والذهاب لفترات طويلة لقضاء أمور معينة، أو لجوء الأم لترك الطفل مع أحد الأقارب ومن ثم العمل على التائه والخروج بطريقة خفية عنه، ليجد نفسه بعد مضي بعض دقائق محتاج لها وهي غير قادرة على تلبية احتياجاته النفسية والجسدية لعدم وجودها إلى جانبه، وغالبا ما يتغلب الطفل على هذا الخوف الظاهر بسبب الانفصال في عمر ثلاث سنوات وما بعد حيث يصبح أكثر قدرة على تنمية المهارات الاستقلالية والثقة بالنفس.
ويمكن علاج هذا الأمر عن طريق:
- إعادة الثقة للطفل من قبل الأم ومحاولة عدم ترك الطفل في أوقات الجوع أو الشعور ببعض الحاجات، فعدم تلبية حاجات الطفل من قبل الأم مثل الحاجة للطعام أو الشعور بالحب لعدم وجود الأم سبب في شهور لطفل بالخوف.
5- إحداث التغيرات في البيئة المحيطة مثل غرفة النوم أو الانتقال من منزل إلى آخر؛ إن تواجد الطفل في بيئة مختلفة عما اعتاد عليه قد تسبب الخوف له لكن لفترات بسيطة خاصة في حال تعامل الأهل مع الطفل ضن هذه البيئة بطريقة صحيحة.
ويمكن علاج هذا الأمر عن طريق:
- البقاء لجانب الطفل في أول أيام التغيير.
- محاولة إشعار الطفل بالأمن.
- تمكين الطفل من التنقل في المكان بثقة وإعطاءه الفرصة للاكتشاف، وفي حال كان الطفل في أشهره الأولى يمكن أن يكون هذا الأمر بمساعدتك.
- حاولي استخدام الروائح التي اعتاد عليها الطفل لتعطير المكان الجديد بحيث يشعر ببعض من الألفة تجاه المكان.
ومن وجهة نظر شخصية ونتيجة لبعض القراءات في مجال تربية الطفل يمكن أن أضيف على هذه الأسباب:
1- تعرض الطفل لبيئة مظلمة سبب في شعوره بالخوف، حيث يشعر الطفل في البيئة المظلمة بأنه فاقد للسيطرة على نفسه وفاقد القدرة على التواصل البصري وهو أساس التواصل مع البيئة المحيطة فهو يشعر بالأمن عندما يرى الأم أو الأب وغياب هذه الخاصية تسبب له الخوف ويمكن علاج هذا الأمر عن طريق توفي مصدر الإنارة في محيط الطفل.
2- التعرض للتعنيف الجسدي؛ قد يظهر الطفل الرضيع المعرض للتعنيف الجسدي الخوف خاصة عند تفاعله مع من يوم بتعنيفه، بحيث يبدأ الطفل بربط الرائحة والصوت والشكل بالألم والشعور بعدم الراحة، ويظهر سلوكيات البكاء ونوبات الغضب. وهنا يمكن معالجة الأمر بإبعاد الطفل عن مصدر التعنيف ومحاولة تقديم الحب والحنان من قبل الأم أو الأب قدر الإمكان.
المصدر:
- parenting.firstcry.com/ childhood fears and phobia