كيف يمكن أن نصل لتلك المرحلة من الأمان في العلاقات سواء كانت مع الذات أو الأسرة أو العمل، وهل تعتقد أن الأمان عنصر مهم لبناء العلاقات؟
ذاتك هي سر حياتك وسعادتك، ذلك الصوت الداخلي الذي لا يكف عن الكلام، لكن المهم هو نبرة الصوت ونوع الكلام الذي نوجهه لذاتنا في شتى مواقف الحياة.
يمكن أن يكون هذا الصوت هو الوقود الوحيد لتحفيزك للاستمرار على قيد الحياة ومجابهة مختلف الظروف. فانتبه جيداً لدرجة الاحترام والأمان والدعم الذي تقدمه لذاتك تعبيراً عن قبولها في شتى ألوان حالاتها من حزن وغضب واكتئاب وفرح وبهجة. من حق تلك الذات أن تعيش التجربة دون شروط أو أحكام أو قيود من حق تلك الذات أن تكون على حقيقتها، لتخرج بأفضل النتائج ولتصل إلى حالة التوازن والسلام والإنجاز والإبداع.
ولكن السؤال المهم هو كيف أعيش الأمان مع ذاتي؟
العلاقات الآمنة في العمل، من الضروري أن يعمل الإنسان في بيئة يشعر فيها في الأمان المادي (المكان غير خطر، يوفر المستلزمات الأساسية للاحتياجات الفسيولوجية للإنسان) والأمان المعنوي والذي يتمثل بالعلاقة مع الزملاء بوجود قوانين وأنظمة تضمن حقوقه في حال الاعتداء عليها، وعلاقته مع مسؤوله حيث تكون أقرب إلى توجيه النصح والإرشاد وفي حال وقوع خطأ يلجأ الاثنان للقيام باتخاذ مسار لتصحيح الخطأ عوضاً عن التوبيخ أو التهديد بالفصل وقطع سبيل الرزق.
إذا ما توفر الأمان في العمل لا بد أن نصل كمؤسسات إلى درجة عالية من الإبداع. الأمر الذي يعود على فرض الميزة التنافسية في السوق من خلال الأفراد الآمنين.
سأتطرق هنا للعلاقات الآمنة مع الغير سواء من الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل وكل من نتعامل معه بشكل يومي.
بناء على تجربتنا مع الغير لا يستطيع الإنسان أن يكون جزء من العلاقة متمثلاً بالاستمرار والعطاء، إذا لم يحس ويشعر بالأمان. وأهم ميزات العلاقة الآمنة هو احترام كينونة الطرف الآخر بكل اختلافاته سواء بالمعتقدات أو القيم والأولويات والأذواق.
السؤال المهم هنا كيف نتعامل مع الخلاف الناتج عن عدم تقبل الاختلاف؟
- خلق مساحة الأمان عند حدوث مشكلة حتى تبقى العلاقة نابضة بالحياة. تلك المساحة خالية من أي تحقير أو التغيير في أسلوب التعامل أو حتى التهديد بالإنهاء والاستيعاب الكامل بصدر رحب بإمكانية حدوث أخطاء خلال مسيرة العلاقة والمساعدة في تخطي الأزمة بشكل أقوى.
- استرجاع تفاصيل الاختلاف ومحاولة معرفة وجهة نظر الآخر بدون إدانة أو أحكام.
- التحدث بصدق وصراحة.
- حل المشكلة من جذورها حتى لا تتكرر وتنفجر لاحقاً.
- ادخل شخص حكيم ومحايد وله نية صالحة لإحداث الصلح.
كيف هي الغاية للوصول إلى علاقة استثنائية يتخللها الأمان؟
- التواصل ثم التواصل ثم التواصل. عبر الحوار اليومي.
- تجنب الخلافات والدراما الغير ضرورية.
- تقديم كل الدعم والتشجيع الغير مشروط.
- تقديم المساعدة الفعلية بدلاً من النصح.
- مساعدة الطرف الآخر بالشعور بالأمان والحب والقبول من خلال التقدير اللفظي والمادي بكل أشكاله.