نبيُّ الله نوح -عليه السلام- هو من أولي العزم من الرُّسل،استمر في دعوة قومه ألف سنة إلّا خمسين عامًا، ولكنَّهم كذَّبوه واستمروا بالعناد والاستكبار، فدعا عليهم بعد يأسه منهم فاستجاب الله له دعاءه، فقال تعالى في سورة الصافات: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ}.
وكان دعاءه على قومه في سورة نوح فقال: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}
ثم دعا ربه فقال: {رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}
وفي سورة المؤمنون :{قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ}
وجاء في سورة القمر دعاءه على قومه أيضًا فقال: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ}
فاستجاب الله عزَّ وجل له دعاءه، وأوحى إليه بصناعة الفُلك، وعندما ركب السفينة هو وأهله دعا نوحٌ ربه: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}
ثم أنزل الله عقابه على القوم المُكذِّبين،وأخذهم الطوفان العظيم جزاء شركهم. وبعد أن رَسَت السفينة على جبل الجودي،كان دعاءه عندما نزَل من السفينة :{وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ} [المؤمنون : 29]
وجاء في سورة هود دعاء سيدنا نوح بعد أن امتنع ابنه من الركوب معهم وهلاكه: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47)}
فسلامٌ على نوحٍ في العالمين..