ما هي أجمل القصص التي سمعتها عن الستر

2 إجابات
profile/بتول-الحمصي
بتول الحمصي
ماجستير في الشريعة الإسلامية (٢٠١٦-٢٠١٩)
.
١٣ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
من جميل قصص الستر:
 
ما رواه أحمد بن مهدي قال: جاءتني امرأة ببغداد، ليلة من الليالي، فذكرت أنها من بنات الناس،
وقالت: أسألك بالله أن تسترني
فقلت: وما محنتك؟
قالت أكرهت على نفسي، وأنا الآن حامل، وقد توقعت فيك النجدة والشهامة والستر، فذكرت لكل من يعرفني أنك زوجي، وأن ما بي من حمل إنما هو منك، فأرجوك لا تفضحني، استرني سترك الله عز وجل.
سمعت كلامها وسكت عنها، ثم مضت وبعد فترة وضعت مولودًا، ففوجئت بإمام المسجد يأتي إلى داري، ومعه مجموعة من الجيران يهنئونني، ويباركون لي بالمولود.
فأظهرت لهم الفرح والتهلل، ودخلت حجرتي، وأتيت بمائة درهم، وأعطيتها للإمام قائلاً: بشرك الله بالخير، أنت تعرف أنني قد طلقت تلك المرأة، غير أنني ملزم بالنفقة على المولود، وأرجوك أن تعطي هذه المائة للأم، كي تصرف على ابنها، وسوف أتكفل بمثلها مع مطلع كل شهر، وأنتم شهود على ذلك.
واستمررت على هذا المنوال بدون أن أرى المرأة ومولودها! وبعد ما يقارب من عامين توفي المولود، فجاءني الناس يعزونني، فأظهرت لهم التسليم بقضاء الله وقدره، ويعلم الله أن حزنًا عظيمًا قد تملكني؛ لأنني تخيلت المصيبة التي حلت بتلك الأم المنكوبة.
وإذا بباب داري يقرع، في ليلة من الليالي، فلما فتحت الباب، لأفاجأ بالمرأة ومعها صرة ممتلئة بالدراهم، وقالت لي وهي تبكي: هذه هي الدراهم التي كنت تبعثها لي كل شهر مع إمام المسجد، سترك الله كما سترتني.
حاولت أن أرجعها لها، غير أنها رفضت، ومضت في حال سبيلها. وما هي إلاّ سنة وإذا بها تتزوج من رجل مقتدر وصاحب فضل، أشركني معه في تجارته وفتح الله عليّ بعدها أبواب الرزق من حيث لا أحتسب."


وورد أن الإمام أبا حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله كان له جار إسكافي يعمل نهاره، فإذا رجع إلى منزله ليلاً تعشى ثم شرب، فإذا دب الشرابفيه أنشد يغني، متمثلاً بقول العرجي
أضاعوني وأيَّ فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
ولم يزل يشرب، ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وأبو حنيفة يسمع جلبته كل يوم ويصبر،وفي يوم كان أبو حنيفة يصلي بالليل كله، ففقد صوته، فسأل عنه، فقيل: أخذه
العسس منذ ليالٍ، فصلى أبو حنيفة الفجر من غده، ثم ركب بغلته وأتى دار الأمير، فاستأذن عليه،
فقال: ائذنوا له، وأقبلوا به راكبًا، ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط؛
ففعل به ذلك، فوسع له الأمير من مجلسه، وقال له: ما حاجتك؟
فشفع في جاره
فقال الأمير: أطلقوه وكل من أخذ في تلك الليلة إلى يومنا هذا؛ فأطلقوهم أيضاً، فذهبوا.
وركب أبو حنيفة بغلته، وخرج الإسكافي معه يمشي وراءه، فقال له أبو حنيفة: يا فتى هل أضعناك؟
فقال: بل حفظت ورعيت، فجزاك الله خيرًا عن حرمة الجوار، ثم تاب، ولم يعد إلى ما كان يفعل."

profile/آمنة-عفانة
آمنة عفانة
معلمة تربية اسلامية في في عدة مدارس (٢٠١٧-٢٠١٩)
.
٣٠ أكتوبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الستر خلق عظيم ينير في قلوب الناس المحبة والؤلفة والتسامح وما قام به إنسان إلا كان له خيرا في الدنيا والآخرة .
*قصص في الستر 
  1.  "إنسان توفي -رحمه الله, كان صديقاً لي من لبنان-، كان مرة في مركبته في بيروت، فصدمه إنسان من سوريا، يركب سيارته، ومعه نساء محجبات، قال لي: والله كره علي أن أزعجه، جاء إلى نزهة، ومعه نساء محجبات، فعفوت عنه، بعد سنتين كان في الشام، وصدم سيارة، وصاحبها يبدو أنه سفيه, قال: اذهب أنا أسامحك!.
     أنا رأيت دمعة تنحدر على خده, سألته: لماذا؟ هو إنسان ميسور الحال, لم يذكر لي أنه لم يدفع مبلغاً يسيراً، قال: والله أردت ألا أزعج هذا الإنسان المسلم قبل سنتين، فجاء من يكافئني بعمل مثله تماماً.
     أنت إذا سترت الله يسترك، وإذا عفوت الله يعفو عنك. ".
  2.  "رجل رأى امرأته وهي في الشهر الخامس بعد العرس, قد بلغ الحمل أوجه، فعرف أن هذا الحمل ليس منه، وأنها أخطأت ، إلى هنا له جار خطيب مسجد في أحد أحياء دمشق, رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول له: قل لفلان: إنه رفيقي في الجنة، فهذا الخطيب والإمام تأثر أن هذه البشرى ليست له، لجار يعمل في التجارة، طرق بابه، وقال له: لك عندي بشارة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أخبرني ماذا فعلت مع الله حتى استحققت هذه البشارة؟ .
     طبعاً ضيق عليه، وأحرجه حتى أخبره, قال: تزوجت امرأة، وفي الشهر الخامس بدا لي أنها حامل في الشهر التاسع، والحمل ليس مني، قال: بإمكاني أن أفضحها، وأطلقها، وأسحقها, و.... فآثرت أن أسترها، وجئت بولادة فولدت، وحملت الغلام تحت العباءة، وانتظرت حتى كبر الإمام لصلاة الفجر، ولما انتهت الصلاة بكى الغلام، فاجتمع الناس حوله، فجئتهم، وكأني لا أعلم شيئًا، قلت لهم: ما الخبر؟ قال: تعال انظر غلام! قال: أنا أكفله، أعطوني إياه، فأخذه أمام أهل الحي على أنه لقيط، وتكفل به، وأعاده إلى أمه ليربى في حجرها، فاستحق بهذا هذه البشارة من رسول الله.
     ليس البطولة أن تضبط مخالفة، بل أن تستر، وأن تأخذ بيد هذا العاصي إلى الله عز وجل، البطولة أن تعينه على الشيطان، لا أن تعين الشيطان عليه، الستر خلق، لا أبالغ أن معظم المؤمنين لا يعرفون هذا الخلق أبداً، قصة ممتعة تروج كالنار في الهشيم، وهو مرتاح، مؤمن صائم، مصل، أنت فضاح، لست مؤمنًا، الستر خلق من خلق المؤمنين. "
  3.  "وورد في وفيات الأعيان أن الإمام أبا حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله كان له جار إسكافي يعمل نهاره، فإذا رجع إلى منزله ليلاً تعشى ثم شرب، فإذا دب الشرابفيه أنشد يغني، متمثلاً بقول العرجي
     أضاعوني وأيَّ فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
     ولم يزل يشرب، ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وأبو حنيفة يسمع جلبته كل يوم ويصبر،وفي يوم كان أبو حنيفة يصلي بالليل كله، ففقد صوته، فسأل عنه، فقيل: أخذه
     العسس منذ ليالٍ، فصلى أبو حنيفة الفجر من غده، ثم ركب بغلته وأتى دار الأمير،
     فاستأذن عليه،
     فقال: ائذنوا له، وأقبلوا به راكبًا، ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط؛
     ففعل به ذلك، فوسع له الأمير من مجلسه، وقال له: ما حاجتك؟
     فشفع في جاره
     فقال الأمير: أطلقوه وكل من أخذ في تلك الليلة إلى يومنا هذا؛ فأطلقوهم أيضاً، فذهبوا.
     وركب أبو حنيفة بغلته، وخرج الإسكافي معه يمشي وراءه، فقال له أبو حنيفة: يا فتى هل أضعناك؟
     فقال: بل حفظت ورعيت، فجزاك الله خيرًا عن حرمة الجوار، ثم تاب، ولم يعد إلى ما كان يفعل . "
  4.  "قال: حدثني رجل عن عالم جليل كان قاضيًا في دمشق، جاءته امرأتان، واحدة بينهما ذات وزن ثقيل، وثمة درج قبل أن تصل إليه – ودون أن تشعر - صدر صوت مزعج من هذه المرأة، صوت قبيح، فذابت خجلاً من القاضي، الذي سألها بسرعة: ما اسمك يا أختي؟ فذكرت له اسمها
     قال: لم أسمع، ارفعي صوتك
     قال: لم أسمع، ارفعيه أكثر
     فقالت لأختها: الحمد لله لم يسمعنا ."
  5. "ورد أن سيدنا عمر رضي الله عنه جلس بين مجموعة من أصحابه، فأخرج أحد الحاضرين ريحًا، فأراد عمر أن يأمر صاحب ذلك الريح أن يقوم فيتوضأ
     فقال جرير بن عبد الله رضي الله عنه لعمر: يا أمير المؤمنين، أو يتوضأ القوم جميعًا؟
     فسُرَّ عمر بن الخطاب من رأيه وقال له: رحمك الله نِعْمَ السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام."