هي الصحابية: أسماء بنت يزيد الأنصارية الأشهلية رضي الله عنها، كانت شجاعة وذان شخصية قوية وكان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم بجرأتها على قول الحق، وسؤالها للنبي عن الحلال والحرام ومعرفة الأحكام الشرعية، حتى أنه صلى الله عليه وسلم أطلق عليها لقب (خطيبة النساء) وذلك لفصاحتها وحسن بيانها ومنطقها، ولأنها كانت تدافع عنهن وتسأل عن حقوقهن.
- ومن أبرز مواقف الصحابية أسماء بنت يزيد مع الرسول صلى الله عليه وسلم ما يلي:
أولاً: أن أسماء بنت يزيد جاءت ذات يوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله سبحانه وتعالى بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضي شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله تعالى، وإن الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟!
-فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: "افهمي أيتها المرأة واعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله". فانصرفت المرأة وهي تهلل.
ثانياً: ومن المواقف الأخرى التي حصلت بين أسماء بنت يزيد مع الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء في قصة العيد عندما قال النبي للنساء أنتن أكثر حطب جهنم فقالت امرأة كما في رواية مسلم من سمة النساء سفعاء الخدين لم يا رسول الله؟ قال لأنكن تكفرن العشير وتكثرن الشكاة الخ. وقال ابن حجر في بعض المواضع في الفتح أنها أسماء بنت يزيد اعتمد في ذلك على بعض الروايات لها.
ثالثاً: كما جاء في أحد الروايات عنها انها التي جاءت تسأل النبي عن غسل الحيض كما هي رواية عند الخطيب وعند مسلم.
رابعاً: وقال ابن حجر في الفتح ربما هي أيضاً المرأة التي جاءت تطلب أن يخصص النبي للنساء لتعليمهن كما في الصحيحين ولم يذكر اسمها قال ابن حجر في الفتح لم أقف على اسمها لكن يحتمل أنها أسماء بنت يزيد، وهي وافدة النساء كما في رواية البيهقي في الشعب لكن بسند ضعيف.
خامساً: ومن مواقف أسماء بنت يزيد رضي الله عنها مشاركتها في معركة اليرموك في السنة الثالثة عشرة للهجرة التي وقعت في الشام (شمال الأردن) بين المسلمين والروم.
وكانت أسماء في هذه المعركة مع نسوة كثيرات يحمين ظهور المقاتلين، ويرددن الفارين من المسلمين، ويقتلن من تسلل من العدو إلى صفوف المسلمين من الخلف.
وكانت أسماء يومئذ زعيمتهن، تعظهن وتذكرهن بالله، وتحثهن على القتال، وكانت تعظ الرجال أيضا، وتذكرهم مغبة الفرار وسوء المنقلب وضياع الأهل والولد.
وأيضا تناول السلاح، وتسقى الماء، وتضمد الجراح، وتقاتل مع المقاتلين بشجاعة نادرة وبطولة فذة، ولقد روى المؤرخون أنها قتلت تسعة من الروم بعمود خيمتها في هذه الموقعة.
-وعليه: يتبين لنا من هذه المواقف دور المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي وهذا الدور تمثل في طلب العلم والسؤال عنه وتعليم النساء، كذلك دورها في الجهاد وتجهيز المقاتلين وعلاج، وأن المرأة تعتبر عامل من عوامل النصر، وحافزا من حوافز الإقدام في ميادين القتال بشجاعة وشراسة.